أعلنت شركة آي بي إم العملاقة التي يعمل فيها حوالي 329 الف موظف، عن خطة إعادة هيكلة اقتصادية تقضي بإلغاء 13 ألف وظيفة "حوالي 4 في المئة من عدد الوظائف" في شركاتها حول العالم، ولاسيما في أوروبا إذ ستطال معظم الوظائف الملغاة السوق الأوروبية.
وأكدت الشركة أن هذه الخطوة تهدف إلى إعادة هيكلة كي تكون "أكثر فاعلية وأن تعزز نشاطاتها المرتبطة مباشرة بالزبائن وان تحقق ارباحا اكثر في الاسواق التي تشهد نموا سريعا".
يذكر أن الربح الصافي الذي حققته الشركة في الأشهر الثلاثة الأخيرة بلغ 1,4 مليار دولار، والمبيعات السنوية حوالي 22,9 مليارا، بينما كان ربح الفصل الأول من السنة الماضية 1,36 مليار، وأنه كان على المبيعات أن تصل إلى 23 مليار. لكن الشركة لم تستطع أن تجني الأرباح التي كانت متوقعة في الفصل الأول.
وستتمكن "آي بي ام" من توفير ما بين 1,3 و1,7 مليار دولار خلال الفصل الثاني من السنة المقبلة من أجل تمويل اعادة الهيكلة.
والسبب وراء فشل الشركة في تحقيق أهدافها لهذا الفصل ليس له علاقة بظهور حالات فساد في الشركة أو مصدره سوء إدارة بقدر ما يعود إلى المنافسة الشديدة والركود الاقتصادي الحالي في الدول الأوروبية.
وخلال إعلانه عن خطة إعادة الهيكلة أكد المدير المالي لـ "آي بي ام" مارك لوغريدج ان الهدف من هذه العملية إلغاء "البيروقراطية" داخل المؤسسة والتخلص من "الحاجة إلى وحدة إدارية ضخمة مستقلة تهتم بالسوق الأوروبية".
وستستعيض "آي بي ام" عن الوحدة الإدارية بوحدات صغيرة تكون أكثر فعالية، على حد تعبير لوغريدج.
وفي تصريح رسمي، أعلن الناطق باسم المجموعة جون بوكوفينسكي أن التفاوض مع الموظفين والنقابات في مختلف البلدان الأوروبية قد بدأ.
ماذا تقول تلك الأرقام؟
- إن الشركة ما تزال تحقق أرباحا تعجز شركات أخريات عن الوصول إلى نسبة ضئيلة منها، بل ربما تصل إلى الرأسمال التشغيلي لشركات عملاقة.
- أن الشركة تشعر إنه قد شاخت بعض مفاصلها، لكن قلبها ما يزال مفعما بالحيوية التي تبيح لها تجديد شبابها.
- إن مكمن الخلل محدد بشكل دقيق وهو موضوعي إلى حد بعيد وينحصر أساسا في السوق الأوروبية من دون سواها.
- إن هناك موظفين وعمال سوف يتضررون ولهم حقوق تؤكدها عقود موقعة وقوانين معمول بها.
أما النتائج التي نحن بحاجة إلى ان نستخلصها من هذه الحال فهي:
- أن النجاحات ليست بحاجة إلى آلة إعلامية جوفاء تضخم المكاسب الصغيرة وتخفي العيوب الكبيرة.
- أن الفشل لا يقاس بالربح المطلق أو الخسارة المطلقة، وإنما بالعجز في تحقيق الإلتزامات.
- أن العثرات تعالج وفق استراتيجيات وليس بناء على ردود عفوية تكون وبالا على الجميع وخصوصا صغار الموظفين.
- أن الضجيج والعويل وإتهام الآخرين قد يخفي المسئولية لكن بشكل مؤقت ولفترة قصيرة.
ترى ماذا ستقول الأرقام لو حاولنا أن نطبق الظاهرة الــ "اي بي إم إيه"، إن صح القول، على إحدى الشركات العربية وعلى وجه الخصوص تلك التابعة للقطاع العام، وبشكل أكثر تحديدا في صناعة النفط
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 977 - الإثنين 09 مايو 2005م الموافق 30 ربيع الاول 1426هـ