العدد 977 - الإثنين 09 مايو 2005م الموافق 30 ربيع الاول 1426هـ

هل القضية الفلسطينية مازالت قضية المسلمين الأولى؟

اليوم... ذكرى حرق المسجد الأقصى

ان فلسطين ومنذ ان فتحت عيني وأبصرت الدنيا هي قضية المسلمين الأولى. ولكن في الآونة الأخيرة ظهرت قضايا مهمة أخرى في العالم الإسلامي والعربي، فهناك العراق جرح نازف وكذلك أفغانستان،

كما ان هناك مخططات مشبوهة تحاك ضد إيران وسورية ولبنان والسودان، فهل تزاحم هذه القضايا وتطوراتها قضية فلسطين وتنافسها؟ هل مازالت التحديات التي تواجه قضية المسلمين الأولى ستحث الحكومات والشعوب للتحرك وانقاذ ما يمكن انقاذه... في هذا التحقيق نستطلع آراء عينة تم اختيارها بشكل عشوائي لنسألها سؤالا واحدا وهو: هل مازالت فلسطين قضية المسلمين الأولى؟

ستبقى طالما بقي الاحتلال

الشيخ عادل أحمد عيسى أجاب: "لاشك ان قضية فلسطين هي قضية المسلمين الأولى، ففلسطين كانت وماتزال تحمل في جنباتها وعلى أرضها أولى القبلتين وثالث الحرمين، فهي قضية مرتبطة ارتباطا وثيقا بإيمان المؤمن ويقينه، بحيث ان تهميشها أو تجاوزها يدخل صاحبها في باب النفاق والعياذ بالله، ويرجع ذلك الى ان تضييعها فيه مضيعة لحرمات الله واتاحة المجال لأعداء الله للاستيلاء على مقدساته وكذلك على أعراض المسلمين من قبل اليهود ومعاونيهم. ان قضية فلسطين كانت وماتزال وستكون قضيتنا الأولى طالما انها واقعة تحت براثن اليهود واحتلالهم البغيض".

الشعوب هي الأمل

أما أحمد محمد الشيخ فقد قال: "ان معركتنا مع اليهود معركة ازلية وحتى لو حاول المثبطون ان يعطوها اسما آخر، فلن يفلحوا فهي قضية دينية وليست سياسية فمعركة المسلمين مع اليهود منذ زمن الرسول "ص" وهي معركة باقية وهذا ما يؤكده القرآن الكريم، وفي اعتقادي ان قضية فلسطين ستبقى هي الأولى ولن تستطيع قضايا أخرى على رغم اهميتها ان تأخذ مكانها ويرجع ذلك لانها أرض المقدسات".

وعن اعتقاده من يملك المبادرات في تحريك الركود الذي أصاب القضية قال: "أنا اعتقد ان الشعوب هي التي تملك المبادرات لا الحكومات وللأسف تم تخديرنا سنوات طوال من قبل حكوماتنا ولم تفلح جهودهم لأنها فقدت الاخلاص. انما الشعوب فهي الأمل الذي ننتظره بإذن الله".

فلسطين عانت كثيرا

إبراهيم عيد آدم من جانبه قال: "ان فلسطين لا منافس لها أبدا، أنا أؤمن بقضايا العرب الأخرى وأهميتها وأهمية دعمها والمساعدة على ان تتجاوز المحن التي تواجهها ولكن فلسطين عانت كثيرا من تخاذل القريبين والبعيدين عنها. وللأسف تم عقد مؤتمرات وملتقيات واجتماعات ولكن من دون جدوى. علنا نستفيد من الدول الأوروبية والغرب عموما وبعض الأمم الجادة التي تنفذ ما تقول، أما نحن فمشغولون بأنفسنا وحكام العرب للأسف فهموا الآية القرآنية التي تدعو الى اعداد القوة بمفهوم خاطئ فهم اعدوا القوة لبطش شعوبهم".

المأزق الخطير

القاضي علي بن حمد عبدالعزيز المناصير قال: "ان قضية فلسطين مرتبطة بطفولتي فأتذكر انه في العام 1965م ومنذ كنت في مراحل الدراسة الأولى ونحن نتابع قضية فلسطين وندافع عنها على رغم امكاناتها المتواضعة من خلال المظاهرات والاعتصامات وستبقى هذه القضية في اعتقادي دائما في صدارة أولوياتنا على رغم المنافسة الشرسة التي تواجهها هذه القضية من قبل الجروح النازفة وخصوصا قضية العراق".

وأضاف المناصير قائلا: "ان مبادرات السلام الفاشلة هي التي وضعت قضية فلسطين في مأزق خطير ولم نصل أو نحصل منها على شيء. وأؤكد ايضا ان الشعوب هي التي ستتحرك يوما بإذن الله وتخرج من هذا النفق المظلم بعد ما فشلت الحكومات في صنع شيء لأكثر من ستين عاما".

العراق تزاحم فلسطين

وتحدث حسن ابراهيم هلال قائلا: "ان قضية العراق بدأت تأخذ مكان الصدارة في سلم الاهمية بالنسبة الى قضايا العرب والمسلمين المتعددة ويعود ذلك الى الاهمية الدينية والاستراتيجية للعراق اضافة الى ثرواته وقربه من منطقة الخليج، ففي العراق مناطق مقدسة مهمة جدا لعموم المسلمين مثلما هو في فلسطين، ولكن اليأس والاحباط والفشل الذي لازم القضية الفلسطينية جعلنا نبحث عن أمل آخر لانجاز شيء. وأعتقد ان الأمر قد يتحقق عن قريب في العراق وخصوصا بعد سقوط الطاغية صدام واجراء انتخابات حرة لأول مرة في تاريخ العراق السياسي ولكن هذا الامر لا يقلل ايضا من أهمية فلسطين بصفتها أرض الانبياء والرسل والمقدسات".

فلسطين وحلم التحرير

أما حسن طالب جناحي فيعود بذاكرته الى الوراء قائلا: "انه منذ طفولتنا الأولى وفي منطقة فريق الفاضل بالمنامة ونحن نغني ونردد "فلسطين لا تخافي كلنا فداك" وتابعت نفوسنا والتهبت حناجرنا وهي تتابع حركات التحرير وحروب المواجهات والاستنزاف مع الكيان الصهيوني اضافة الى المؤامرات التي حيكت ضد هذه القضية الاسلامية، فهل تريدني بعد هذا العمر الطويل ان اتخلى عن حلم تحرير فلسطين وعودتها الى أحضان المسلمين لمجرد وعود ومبادرات فاشلة ومؤتمرات لن تجدي ولن تنفع. فلسطين ستبقى قضية ملتهبة في قلوبنا مهما طال الزمن ولن نتخلى عنها، حتى لو تخلى حكامنا بارادتهم أو من دون ارادتهم، ونحن واثقون ان النصر قادم وان طالت ليالي الدهر، فو الله انني ابكي دما حين أرى شهيدا سقط في أرض الرباط في فلسطين، انني احب العراق ولبنان وإيران والسودان، وجميع اراضي المسلمين ولكن لا مجال لمقارنة هذا الحب مع فلسطين".

احباطات القمة الأخيرة

وأخيرا كان لقاؤنا مع عبدالرحمن عبدالله حسن الذي قال: "أؤكد ان قضية فلسطين الجريحة هي قضية المسلمين الأولى وقد حزنت كثيرا وأنا أتابع مؤتمر القمة الذي عقد في الجزائر والتهافت من العرب نحو استرضاء الكيان اليهودي بأية صورة وبأي شكل حتى لو كان هذا التهافت يصاحبه ذل وهوان وللاسف فقد ضاعت الكرامة مع الحقوق ولم يبق لنا سوى الأمل في الله ثم في الشعوب المخلصة التي ستعمل بإذن الله على استرجاع الحقوق وإن طال الزمن أو قصر"

العدد 977 - الإثنين 09 مايو 2005م الموافق 30 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً