العدد 977 - الإثنين 09 مايو 2005م الموافق 30 ربيع الاول 1426هـ

"لا يتشابه الشجر"... أمسية للشعر تحكيها الأوتار

مدينة عيسى - المحرر الثقافي 

تحديث: 12 مايو 2017

كان هناك ما يشبه الهمس واللغة المدرجة على الشفاه حينما تدافعت رؤى الكلمات والألحان في تلك الأمسية الرائعة "لا يتشابه الشجر" ذات الحضور الجميل والتي ألقيت وعزفت لحنا وغناء مساء الأربعاء 4 مايو/ أيار الجاري بجمعية رعاية الطفل والأمومة. سمفونية كانت زواياها الشعر من فم علي عبدالله خليفة واللحن والغناء بصوت أحمد الجميري، والإخراج وحسن التقسيم من الفنان عبدالله يوسف.

ولأنهم من جيل واحد ومنابعهم واحدة كانت أصواتهم ولغاتهم تتشابه فذلك الذي اتخذ من الشعر مكانا قريا ينسج فيه أبياته ويوقد في الناس جمرته كان لسانه الآخر أحمد الجميري المطرب الذي كان حضوره في الأمسية مثار تسائل كبير عن حجم إمكاناته التي لا تنفذ حين يتواصل مع الناس. أما عند الحديث عن عبدالله يوسف فإن الأمر يختلف ولكن للأحسن. فهو الفنان التشكيلي والمخرج والمسرحي والاذاعي فكيف لا يأتي إخراجه متميزا.

يقول الشاعر علي عبدالله خليفة معلقا على الأمسية: "لقد انهالت علينا العروض لنقل الأمسية إلى قطر خليجي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، أو تسجيلها فيئي أو فيديو بالصوت والصورة، ونحن ميالون لنقلها الى بلد آخر مع نقلها على CD مع الأغنيات والموسيقى والعزف. وأتصور أن سبب نجاح الأمسية راجع إلى أن تجاربنا متشابهة متقاربة ومنابعنا واحدة في تكويننا الأول وهو التراث الشعبي البحريني. وهو التراث المعني بالبحر وتراث الغوص. وقد تربيت أنا وسط الفرق الشعبية ومن مكوناتي الشخصية الأنغام والأهازيج كذلك الجميري هو من هذا المنطلق. فهو يمتلك صوتا رخيما وأبوه من كبار النهامين في المحرق، فليس غريبا أن يمتلك ذلك الصوت بتلك القوة ليؤدي الموال إلى جانب كونه قريبا من أشعاري إذ غنى لي منذ العام 7791 في أول تجاربه معي. فهو داخل في تفصيلات تجربتي الشهرية. هذا، إلى جانب إمكاناته في الأداء فقد دخل مباشرة في الألحان فكانت الألحان بنت لحظتها فعلمنا".

ويضيف: "أما عن عبدالله يوسف فأستطيع القول إن إمكاناته وتوجيهاته خدمت العمل بشكل كبير وخصوصا الخلفيات والسينوغرافيا التي وهبت للعمل والأداء الحركي على المسرح مع التوجيهات والإشارات لمسة خاصة".

ويعلق يوسف من جانبه على الأمسية بقوله: "إن سينوغرافيا العمل كان عبارة عن سينوغرافيا مسرحية سابقة لي استفدت فيها من تقنيات العمل المسرحي. وهي تقنيات متاحة متى ما كان الإنسان يعمل في استثمارها. واللوحات نفسها استخدمتها في ذلك العمل المسرحي السينوغرافي في المهرجان المسرحي لدول مجلس التعاون الخليجي الذي أقيم في مسقط في العام 9991، والتي حصلنا بموجبه على جائزة أفضل سينوغرافيا. وهي الفكرة التي طورتها وأصلتها في هذه الأمسية لأرى ردود الفعل. وهي تقنية معمول بها في البحث عن خامة بسيطة جدا ورخيصة لكنها سحرية وهائلة. ولقد فوجئت حقيقة بإمكانات أحمد الجميري، إذ أعتقد أن الجميري كان يمتلك الكثير من الخبرة في المقامات والأداء والمساحة الصوتية الكبيرة التي يستطيع أن يؤدي بها الألحان بعفوية. فقد تعامل مع القصائد بعفوية واضحة".

يذكر أن عنوان الأمسية هو عنوان المجموعة الشعرية الجديدة نفسها للشاعر علي عبدالله خليفة التي تولى قطاع الثقافة والتراث الوطني بوزارة الإعلام نشرها بالتعاون مع المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً