العدد 975 - السبت 07 مايو 2005م الموافق 28 ربيع الاول 1426هـ

رامي في طيران عذاري

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

رامي شاب متزوج حديثا ولديه إبن صغير. .. يعمل في إحدى المؤسسات الحكومية ويعيش في منزل العائلة نظرا لمحدودية الإمكانات المادية مع أن زوجته تعمل أيضا إلا أن المعيشه المنفردة صعبة في هذه الأيام... رامي حصل على دورة دراسية من جهة عمله للتخصص أكثر في المجال الذي يعمل فيه والدورة كانت في إحدى الدول الأوروبية ولمدة عدة شهور... تذاكر السفر كانت على طيران الخليج بإعتبارها الناقل الرسمي لمملكة البحرين، ومن المهم أن يتم تشجيعها من قبل جميع وزارات الدولة ومؤسساتها، وفي يوم المغادرة تجمع الأهل والإخوان والأخوات مع أزواجهم لتوديعه... الوالدة تبكي "قلب الأم" والزوجة تبكي لفراقه عدة أشهر والكل يسلم عليه ويتمنى له التوفيق في الدراسة مع عودته سالما... وعندما خرج من المنزل متجها إلى المطار أسرعت والدته بسكب المياه على باب المنزل من الخارج وهذه عادة قديمة تعني التمني برجوع المسافر سالما إلى أهله... وصل رامي إلى المطار في الوقت المحدد وقبل ساعتين من موعد إقلاع الطائرة "كما تنصح شركات الطيران" ولكن بعد دخوله إلى مبنى المطار لاحظ في اللوحة الإلكترونية كتابة تقول إنه يوجد تأخير لطائرته مدته أربع ساعات "يعني الطائرة ستغادر بعد ست ساعات من الآن". فكر قليلا ثم ركب السيارة ورجع إلى البيت فوجد والدته وزوجته ومازالت عيونهما حمراء من البكاء على سفره ولكنهم ضحكوا معه وتبادلوا الأحاديث المرحة حتى موعد مغادرته إلى المطارمرة ثانية... جهز رامي نفسه لمغادرة المنزل فابتدأ البكاء مرة أخرى وسكبت الوالدة المياه خارج المنزل ووصل إلى المطار في الوقت المحدد ليتفاجأ بوجود تأخير على الطائرة مدته خمس ساعات ومن دون أي تفكير ركب السيارة وتوجه إلى المنزل ليجد والدته وزوجته مازالت عيونهما حمراء من البكاء. إستقبلوه وجلسوا معه وهم يضربون كفا بكف و يتمنون أن يمضي هذا اليوم على خير... عند موعد مغادرته إلى المطار للمرة الثالثة أوقفته والدته عند الباب قائلة "شوف يا رامي دموعنه عاد خلصت وبره بيتنه صارت نقعة كبيرة من الماي والحين لين طلعت ووصلت المطار أما إنك تسافر أوإذا فيه تأخير على الطائرة شوف لك فندق تنام فيه تراك ذبحتنه يعني ما عندنه اليوم شغل إلا لصياح عليك" وصل إلى المطار في الوقت المحدد فرفع نظره إلى اللوحة الإلكترونية ووجد على الطائرة تأخير عشر ساعات هذه المرة. ضرب رامي بشنطه على أرضية المطار ونام عليها... هذه واحدة من قصص كثيرة تحصل للكثير من المسافرين على الناقلة الوطنية طيران الخليج التي نحبها ونتمنى لها التوفيق ولكن حب من طرف واحد لا يؤدي إلى الغرض المطلوب... والواجب عليها أن تبادلنا الحب... فمن غير المعقول أن أشجعها وهي لاتتقيد أبدا بمواعيد المغادرة والوصول، وعندما تكون أسعار التذاكر المشتراة من البحرين هي ضعف الأسعار لنفس التذاكر عند شرائها من دولة أخرى وخصوصا إذا كانت صادرة من بلد أوروبي فهي بالنسبة لي طيران عذاري يراعي البعيد ويدوس في بطن القريب

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 975 - السبت 07 مايو 2005م الموافق 28 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً