العدد 975 - السبت 07 مايو 2005م الموافق 28 ربيع الاول 1426هـ

ما هي خطة أميركا في فلسطين؟

السيد فضل الله في خطبة الجمعة:

السيد محمد حسين فضل الله comments [at] alwasatnews.com

تحدث السيدمحمد حسين فضل الله في الخطبة السياسية لصلاة الجمعة عن الخطة الاميركية الإسرائيلية في فلسطين، بدءا بالتلويح بالانسحاب من مستوطنات غزة كإنجاز إسرائيلي كبير للإيحاء بأنها تتحرك في خط السلام، في خطوات معقدة للتأجيل من موعد الى موعد، تحت تأثير المتطرفين الذين لا تتهمهم اميركا بالإرهاب لأنهم يهود. .. وثانيا: اختراق المزيد من المواقع الفلسطينية، تارة من خلال العمليات الأمنية في اعتقال أو اغتيال النشطاء من شباب الانتفاضة، وأخرى من خلال تعزيز حركة الاستيطان في الضفة من دون معارضة دولية فاعلة، وثالثة في استمرار العمل بالجدار العنصري الذي يمتد داخل الأراضي الفلسطينية، وطرد أهلها منها أو خنق وجودهم داخلها، من دون اعتبار بالقرارات الدولية، مع حماية اميركية من أي إدانة لـ "إسرائيل" من المجتمع الدولي.

وأشار إلى أن اميركا و"إسرائيل" تضغطان على السلطة الفلسطينية للقيام بتفكيك الحركات الفلسطينية من فصائل الانتفاضة ونزع أسلحتها، كشرط للدخول في المفاوضات السياسية، ما يؤدي الى حرب فلسطينية داخلية، لأن الشعب الفلسطيني يرفض ذلك كله. ثم نقرأ رفض الصهاينة مشاركة حماس في الانتخابات النيابية بزعم أنها لن تكون حرة إذا شاركت حماس فيها، ثم الإعلان بأن السلطة لا تصلح لأن تكون شريكا في المفاوضات.

إن الهجوم الاميركي الإسرائيلي يستهدف تقديم التبريرات للتحلل من الوعود الاميركية في تأسيس الدولة الفلسطينية القابلة للحياة، على أساس أن الفلسطينيين لا يساعدونها في ذلك، ويقوم المندوبون الاميركيون للأراضي المحتلة بتقديم النصائح الملغومة للسلطة، المؤدية الى الفوضى التي تسقط الوضع السياسي والأمني على رؤوس الجميع. ثم نتابع زيارات الرئيس الروسي ورئيس الوزراء التركي، من دون أن يكون لذلك أي فائدة في قضية التحرير، وهذا ما عبر عنه أردوغان نفسه بأن الفلسطينيين يعيشون في سجن كبير مفتوح، من دون أن يملك أي حل.

اما الخطة الاميركية في المنطقة، فهي لا تستطيع أن تثبت للعراقيين أنها قدمت لهم الحل الصحيح لمشكلاتهم من ناحية الأمن والاقتصاد، لأن المجازر اليومية التي يسقط فيها الآلاف من القتلى والجرحى لا تزال تفرض نفسها على الواقع كله، على رغم تأليف حكومة منتخبة متعثرة بالخلافات في توزيع الحصص الطائفية. إنها الساحة الدموية التي أرادتها واشنطن نموذجا للمنطقة، فتعثرت فيها وغرقت في رمالها المتحركة.

ثم قفزت واشنطن الى لبنان، لتقدمه الى الرأي العام الاميركي كنموذج للانتصار في برنامجها تحت عنوان "نشر الديمقراطية"، في الوقت الذي يعرف فيه الجميع أن لبنان كان ديمقراطيا منذ الأربعينات، وما زالت تواجه سورية بالضغط والتشهير السياسي والإعلامي، ومحاولة العبث بأوضاعها الداخلية من خلال عملائها، لأنها لم تستجب للأوامر الإمبراطورية المفروضة عليها. هذا مع ضغوطها السياسية والاقتصادية على إيران، عبر الدول الأوروبية في مشروعها النووي السلمي، لأنها لا تريد لها أن تملك الخبرة النووية السلمية التي تنمي اقتصادها، إذ ترفض للدول العربية والإسلامية أن تحصل على القوة، مع حمايتها لـ "إسرائيل" في حصولها على الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية، ومنع الأمم المتحدة من مطالبتها بتدميرها، ومنع وكالة الطاقة من الضغط عليها للتوقيع على الامتناع عن صناعتها.

إن اميركا تستعرض أمام العالم قوتها التدميرية، وتتباهى بقدرتها وإمكاناتها الهائلة في الضغط على الاقتصاد العالمي، الأمر الذي جعلها مشكلة للشعوب المستضعفة، ما يفرض على هذه الشعوب أن تتضامن أمام هذه الإمبراطورية التي تتحدث عن حقوق الإنسان كوسيلة خادعة لإسقاط الإنسان في كل حقوقه، وتتحدث عن الحرية لتسيطر على المستضعفين باسم الحرية. وعلى العراقيين بالذات أن يبذلوا المزيد من الجهود لتوحيد صفوفهم الداخلية، والأخذ بأسباب الوحدة الوطنية والإسلامية، وتركيز كيانهم السياسي والقانوني والأمني الموحد، ودعوة الاحتلال للخروج من العراق وإسقاط أحلامه في السيطرة على ثرواته الغنية لحساب شركاته الاحتكارية التي سرقت من أمواله الكثير في مشاريع وهمية حتى الآن.

أما في لبنان، فإن على الشعب اللبناني أن يطالب اميركا وفرنسا بعدم التدخل في الشئون اللبنانية، وأن يمتنع عن إثارة المطالب والغرائز الطائفية، ولتكون المواطنية للإنسان اللبناني هي الأساس في القانون وفي الأمن والاقتصاد والعلاقات والخدمات الحيوية. فالوطن فوق الاعتبارات والأشخاص

إقرأ أيضا لـ "السيد محمد حسين فضل الله"

العدد 975 - السبت 07 مايو 2005م الموافق 28 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً