الكثير والكثير من يبادر بتوجيه السؤال على معشر الصحافيين والاعلاميين العرب عن أسباب تدني صناعة الصحف او الجهاز الاعلامي في منطقتنا العربية وخصوصا ان السائل عن ذلك لا يجد أي جواب عدا البحث عن شماعة تعلق عليها العيوب والاخطاء او الخوض في دهاليز المحسوبية أو النقد اللامحدود.
لكن مع تطور وسائل صناعة الاعلام بروافدها المتعددة برزت اليوم مؤسسات لا تقل مستوى عن مثيلاتها في الغرب لتواكب بذلك التطور الاعلامي الحالي كجلب احدث التقنيات لايصال الخبر بصورة تجذب بها المتلقي سواء أكان ذلك عبر الاعلام المرئي او الصوتي او المكتوب ورقيا او الكترونيا... غير ان كل جديد وكل تغيير يواجهه في المقابل بممارسات ان لم تكن موروثات قديمة توارثتها الاجيال العاملة في الحقل الاعلامي والصحافي ترفض هذا الجديد الذي يهدد بالغاء عقلياتها القديمة التي تحتكر منابر الحوار اكثر من اهتمامها بجانب التطوير المهني داخل المؤسسة.
لقد ظلت مؤسساتنا الاعلامية والصحافية في العالم العربي متقوقعة لافكار لا تخدم التطور المهني للعاملين فيها فتحولت بذلك الى منابر تعبر عن وجهة نظر معينة تخدم مصالح معينة من دون الاهتمام بنوعية المنتج من الاداء الاعلامي أو الصحافي.
نحن اليوم نشهد عهد الانفتاح والاصلاح في أرجاء واسعة من العالم وعلى رأسها المنطقة العربية، ومع ذلك فإن مدارسنا الصحافية قبل الاعلامية لاتزال أسيرة ارث يعوق تطورها فهي مازالت تصارع بين نهجين... نهج وصولي انتهازي وآخر تطويري وتحديثي... طبعا هذه المسألة تختلف بنسب متعددة من دولة عربية لاخرى وحتى نتمكن من مواكبة التطوير في الادوات المهنية للاعلام والصحافة فلابد ان يبدأ ذلك من خلال اصلاح الجسم الاعلامي والصحافي معا من حيث الابتعاد عن العيوب المتمثلة في عقليات تؤخر التطور المهني الى الابتعاد عن الجانب التنظيري الذي يدرس هذا التخصص في جامعاتنا العربية بما فيها جامعة البحرين... الغارقة في أساليب بعيدة عن الواقع العملي والتطويري لمهنة الاعلامي والصحافي، فتقتصر في تدريس مناهج قديمة مترجمة اكل عليها الدهر وأخرى تتمثل في حفظ فصول من دون أهمية واخرى مناهج لا تحوي شيئا في مقرراتها عن اخلاقيات المهنة التي مازال الكثير من أصحاب المهنة يفتقدها، بينما في جامعات الغرب التي لا تعجب البعض تدرس هذا المقرر في سنتها الاولى
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 974 - الجمعة 06 مايو 2005م الموافق 27 ربيع الاول 1426هـ