من هنا. .. من رأس الرمان... من غسق السنين والأيام ومن بين سواحلها ورمالها، من عمق جذورها الخصبة بدأت طفولتنا تنمو وتترعرع نلهو ونمرح نخوض مياه بحرها الدافئة ونستلقي على رمال شواطئها الجميلة من شروق الشمس حتى غروبها، فكلما يهمس الماضي بنا يعيد للأذهان تلك الذكريات الحلوة يأخذني الحنين والشوق وترجع بي ذكرياتي إلى "البيت العود" مهد طفولتنا وصبانا، البيت الذي نشأنا وتربينا فيه تربية حسنة تحت حب وعطف والدنا المربي الفاضل والد الجميع المرحوم الحاج عيسى بن سلمان الوادي رحمة الله عليه، المثل الأعلى والقدوة الصالحة الذي نقتدي به جميعا، ذلك البيت الذي ولدنا فيه كما ينبت العشب بين مفاصل صخر مرتمين ومحتمين بظلال ونور والدتنا، والدة الجميع المرحومة أم المرحوم الحاج علي عيسى الوادي طيب الله ثراهما والذي كان لنا بمثابة الوالد بعد رحيل والدنا عميد أسرتنا فأحاطنا برعايته وعطفه وحنانه وكان رحمه الله السند والعون لنا في كل الظروف والمواقف يرشدنا لديننا ولعمل الخير يطلب منا أن نشد أيدينا ببعضنا بعضا كحجر البنيان الصلب.
ذلك الإنسان ذو القلب العطوف صاحب الابتسامة العريضة الجميلة البشوش بكلامه المرح بأسلوبه يلاطف الصغير والكبير بتعبيراته الحلوة فأينما تحط قدماه يلاقي الترحيب والاحترام، اشتهر بحسن خلقه ونبله... اجتماعي خدوم كريم النفس، صفات ورثها من والديه رحمة الله عليهما فأهداها لكل من عاصره واحتك به وخصوصا أبناءه، هو رياضي ومن أشد المعجبين بكرة القدم وهو المشجع الأول لكل لقاء كروي يكون النسور أو العاصفة طرفا فيه وكان رحمه الله له الدور الكبير في تنشئة ابنائه وحبهم وتعلقهم بالرياضة جاء ذلك نتيجة الارتباط الحميم بينه وبين أبنائه فكسبوا الشهرة والسمعة الطيبة وترك في نفوسهم شعورا واحساسا يفيض بالاعتزاز والتقدير فهو من أسس دعائم الروابط والتآخي بين جميع أفراد العائلة.
المرحوم الحاج عبدالوهاب أحمد الوادي
كانت لهذا الشخص مكانة كبيرة ومرموقة وعرش فخم صاغه الشعور والحب والاخلاص لما يتمتع به من طيبة قلب ودماثة أخلاق فاكتسب احترام وحب جميع أهالي المنطقة وضرب به المثل في كل الظروف والمواقف والمحن وله الفضل والفخر بأنه أول من نادى واهتم كثيرا بتعليم المرأة من العائلة فأدخل بناته المدارس الحكومية حتى بلغن تعليمهن وحزن على مرتبة الشرف وأصبح لهن دور مهم ومكانة خاصة بالمنطقة، فلن ينساه أحد بل لايزال الجميع يتذكره ويترحم عليه ومازالت في مخيلتهم تلك الأيام الممتعة والسنوات الجميلة التي قضوها وعاشوها جميعا.
الحاج إبراهيم عيسى الوادي
ورث صفات والديه وأخيه وابن عمه رحمة الله عليهم فاكتسب الاحترام الكبير، فخدماته وعطاؤه مكملة لخدماتهم وأصبح أبا بارا للعائلة لا يختلف عن باقي اخوته في تحدي اليأس، عمل في مهنة البناء وكان نشطا ومن خيرة الرجال أمانة ووفاء مخلصا في عمله حباه الله بصفات والديه من كرم وأخلاق عالية... قريب لكل الناس تعلق بحب التواصل وحرصه الشديد على تأدية فرائضه الدينية ولاسيما صلاة الجماعة هو وباقي اخوانه وابنائه مع حشد من المصلين الكرام خلف السيدجواد الوداعي اطال الله في عمره وأمده بالصحة والعافية.
مجلسه مفتوح لكل مناسبة دينية أو احتفالية وخصوصا في شهر رمضان الكريم وهي عادة توارثتها الأجداد والآباء والأبناء ليومنا هذا.
محمد عيسى الوادي
تدور في مخيلتي ذكريات الزمالة والطفولة فهو مختلف تماما بفكره وحسن سلوكه هادئ الطباع قريب إلى قلوب الجميع سمته التحدي والتضحية وذلك سر نجاحه في تثبيت مكانته بين أفراد الأسرة عرفته أخا ومثالا يحتذى به في الأخلاق سخيا في العطاء ويشرفني وافتخر بذلك بأني تعلقت بفكره وأسلوبه وغرس في نفسي أساسيات الأخلاق الحميدة وهي صفات ومميزات جعلته واحدا من المحبوبين والمحترمين عند سائر الجميع، رجل مثالي منضبط ومخلص لأسرته أمين بصفاته يهوى القراءة والاطلاع ومن أشد ابناء العائلة حبا لقراءة القرآن باستمرار ما ترك أثرا طيبا في نفوس ابنائه وحبا جما للسير على خطاه فهم جميعا يتلون القرآن الكريم ويحترمون والديهم احتراما عظيما.
عبدالله عيسى الوادي
هنا تعود بي ذكرياتي إلى الوراء إلى صبانا ومرح طفولتنا إلى ذلك المكان الذي تقاسمنا فيه لقمة العيش.
عبدالله بالنسبة إلي شيء آخر يختلف كليا عن كل من عاشرته أو التصقت بهم ولا انسى ابدا وقفة والديه رحمة الله عليهما آنذاك وكيف كانا يعتنيان بتربيتنا ومن خلفهما أبناء الخالة علي وابراهيم ومحمد وأم الشيخ مجيد وأم أحمد وأم عادل الذين لم يبخلوا بجهدهم وعطائهم من أجلنا... وكل ذلك الحب والاهتمام والتربية الصالحة علمني وأعطاني الكثير فكيف لا أقدر ذلك وهم سندي وعزي.
وعبدالله صاحب الأنامل الذهبية بخطه الرائع وعشقه للغة الانجليزية والرياضيات هو أول أبناء الوادي يلحق بمهنة التدريس بعد بنات عبدالوهاب وهو أول من وقف بجانبي في ظروفي فلا يمكن نسيانه أبدا هو أخي وابن خالتي ورفيق طفولتي.
كاظم علي عيسى الوادي
هو اسم الموضوع وعنوانه اخترته لأعطي القارئ الكريم أولا نبذة عن العائلة الكريمة ومن ثم الدخول في الموضوع...
لا أبالغ إذا قلت إن كاظم صاغ تاريخا ومجدا للعائلة ولمنطقة رأس الرمان بوصوله إلى النجومية والشهرة، فقد لمع اسمه مع نادي الشروق باعتباره واحدا من اللاعبين البارزين فيه وما ان اندمج الشروق مع العاصفة تحت اسم نادي رأس الرمان الثقافي والرياضي حتى انطلق كاظم إلى النجومية من جديد وبقوة شق طريقه ونال احترام وتقدير كل المتتبعين وقدم اداء راقيا ورائعا جدا واختير من ضمن منتخب الشباب للمشاركة في الدورة الآسيوية التي أقيمت في الكويت العام 1974م.
- حصل على بطولتين فرديتين أمام حسن مشيمع العام 1970 و1971م وأمام سليم الياس العام 1976 و1977م.
- فاز مرتين ببطولة أول دوري للأندية باسم نادي رأس الرمان.
- شارك في الكثير من الدورات المحلية بما يقدر 8 دورات.
- التحق بدورتين في ماليزيا وسورية.
- هو أول عربي "بحريني" يفوز بشوط واحد على لاعب صيني.
- حاصل على دبلوم تدريب العام .2001
- درب فئة الناشئين باتحاد الطاولة باعتباره مساعد مدرب.
- شارك في تدريب المراكز الرياضية: المحرق، المنامة، الشمالية والجنوبية.
- قام بتدريب نادي النويدرات العام 1994 و1995م.
وحقق معهم بطولة الناشئين والزوجي والفردي وحاز الفريق على المركز الأول بجدارة.
- قام بتدريب نادي النبيه صالح، ونادي عالي ونادي الاتفاق بالاضافة إلى نادي رأس الرمان.
وعلى رغم كل هذه البطولات والدورات والمشاركات التي خاضها كاظم وما حققه لناديه ولوطنه من سمعة طيبة فإني أرى انه مهضوم في حقه فهو يمتلك الخبرة الكبيرة ولابد من الاستفادة منه.
نعم ها هم أبناء الوادي الكرام من رجال ونساء يشقون طريقهم بخطى ثابتة نحو المستقبل، وما الجيل الحالي من ابنائنا إلا قدوة حسنة ويكفينا فخرا بان لدى العائلة جذورا عميقة في تاريخها وعامرة بروادها المبدعين، فهناك الكثير من أبناء العائلة كالشيخ مجيد وسمير وجاسم وعزيز وعقيل وباقي افراد العائلة من مدرسين وموظفين ومهنيين جميعهم جادت بهم هذه الأرض الطيبة أرض رأس الرمان.
"أفلا يستحق كاظم أن يكون واحدا من مدرسي الأجيال القادمة؟".
علي الوادي
العدد 973 - الخميس 05 مايو 2005م الموافق 26 ربيع الاول 1426هـ
أشهد بأنه كذلك وأكثر أن ترعرعت ع مرأى ومسمع منه
ومن يخلف مثلك أستاذا للأمة
معجب
أقسم بالله أنك مم مدرسي الأجيال القادمة