ما يقدم من شهادات مزورة، وآراء تم املاؤها بشكل مباشر أو غير مباشر، ستأخذ طريقها إلى الإضبارات، وخصوصا إضبارات الذاكرة التي لها طرقها في النسخ من جيل إلى جيل. وعلى أولئك الذين اسهموا في هكذا شهادات أو آراء أن يدركوا أن صاحب الكذبة كثيرا ما ينسى كذبته مع مرور الوقت، ولكن المستقبل لها يظل يحتفظ بتفاصيل مملة لن تمحي، بل ربما تدخل يوما ما ضمن أدبيات تم تصنيفها مثلما صنف البخلاء والطفيليون وجنرالات الدم!
القفز على الحقائق، ومحاولات إثبات أن الحمار غزال، وأن المحتضر بطل ماراثون، وأن السم عسل، وأن الخلاعة فضيلة، وأن الشرف تهتك ومجون، كل ذلك لن يلغي حقيقة كل واحد منهم، وفي نهاية المطاف، ستفصل الممارسة على الأرض، وما يتمخض عنها، في محاولات الخلط والتزوير التي تنهمر على رؤوسنا تباعا.
المستفيدون من مثل تلك الممارسات، سيجنون بلا شك ثمارا، ولكنها ستكون مؤقتة، ولن يهنأوا بما جنوه، وخصوصا إذا ما كان مرتكبوها ممن لم تصبهم لعنة الجهل والأمية المعهودة، وأوتوا - خطأ - نصيبا من العلم.
قضايا وملفات كثيرة مورس عليها ذلك الضرب من السلوك الشائن بحيث أصبح القاصي والداني يحسب انه إزاء "جغرافية فاضلة" لا يأتيها الجور والتجاوز والتزوير والكذب من بين يديها ولا من خلفها! وفوق هذا وذاك لن تعدم أولئك الذين يتاجرون بالدين وبمنبر نبي الأمة محمد "ص"، وهم يفحون بغضا وعنصرية وطائفية مقيتة، إذ جبلوا على "الطبخ" في الثكنات المواراة، ولم يكفهم ذلك ليتجرأوا - ومن على منبر رسول الله"ص"- على مواصلة الدور نفسه، ولكن هذه المرة بما يودي بالأمة كل الأمة الى غيابات لا يعلم نهاياتها إلا الله
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 973 - الخميس 05 مايو 2005م الموافق 26 ربيع الاول 1426هـ