رئيس جمعية التجمع القومي الديموقراطي رسول الجشي، أبدى موقفا ملتزما بالتحالف الرباعي وللهدف الذي أنشئ من أجله هذا التحالف، بيد أن تساؤلا جديا يدور حول إمكانية ضبط التوجهات داخل التجمع القومي، باتجاه الانسحاب من التحالف الرباعي الذي سيكون ذلك بمثابة طعن لبقية أطرافه، وخصوصا مع التصريحات المنسوبة إلى نائب رسول الجشي في رئاسة جمعية التجمع حسن العالي والتي قال فيها إن إدارة الجمعية تأخذ على محمل الجد مسألة مطالبة بعض الأعضاء بالانسحاب من التحالف.
التباين في تصريحات الجشي والعالي واضح، إلا أنه لا بد من طرح سؤال جاد بشأن قدرة التحالف الرباعي على التماسك، وقدرته على العيش زمنا أكبر بل وتوسيع نطاق التحالف، الإجابة هي أن ذلك يعتمد على توجه القسم الأكبر من قيادات تلك الجمعيات، فمعظم قيادات هذه الجمعيات مقتنعون بأهمية التحالف، وأن التفكك سيكون ضربة قاصمة لمعظم الجمعيات، فليس أمام بعض الجمعيات الصغيرة عدديا وجماهيريا، إلا الاقتراب شيئا فشيئا من أحضان السلطة، لتصبح كبقية الجمعيات الصغيرة الحكومية، التي لا نسمع بها إلا حين التنديد بالمعارضة، أو بنشاط حقوقي هنا أو هناك، أو التحالف مع قوى أخرى تعادلها أو تكبرها حجما، ومن المعروف أن التحالفات لها ثمن، ومنها أن تعالج الجمعيات الغلواء الأيديولوجية التي تنتاب بعض أعضائها، وأن يفهم الجميع من كل الأطراف أنه ليس من المعقول أن تضيع الأهداف الوطنية، بسبب خلاف على ملف إقليمي، ملف العراق مثلا لن تستطيع أي جمعية في البحرين التأثير فيه، مهما كبر تأثير تلك الجمعية، وأن ما يمكن التأثير فيه هو الشأن الداخلي الذي يحتاج إلى اصطفاف وتحد، وخصوصا أن المواطنين عارفين بديماغوجية وتضليل الكثير من الشعارات، مثل شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، الذي يدفع الناس للاهتمام بكل ما هو خارج الوطن من قضايا، ونسيان كل قضاياه
العدد 972 - الأربعاء 04 مايو 2005م الموافق 25 ربيع الاول 1426هـ