العدد 972 - الأربعاء 04 مايو 2005م الموافق 25 ربيع الاول 1426هـ

خيارات لمن لا خيار لهم!

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

أمامك خياران: وأنت العربي أن تكون مستعمرا، أو مستعمرا. لن تشك لحظة واحدة في انك أمام الكاميرا الخفية!.

أمامك ثلاثة خيارات: شراء كتاب، حضور فيلم سينمائي مع عشاء فاخر، إصلاح السيارة، بالتأكيد ستتجاوز الأول، وستتردد في الثاني، وستحسم الأمر في الثالث. ألا يكشف ذلك عن إعاقة ما؟ ما الفرق بينك وبين كسيح؟.

أمامك خيارات لشراء "تاريخ العيادة" لفوكو، أو "مائة عام من العزلة" لماركيز، أو "الرجل العجوز والبحر" لهمنغواي أو "كيف تصبح مليونيرا"، ستنسى الثلاثة لأنه لديك أكثر من تاريخ لأكثر من عيادة، ولأنك في عزلتك عما يحدث تجاوزت المائة عام، ولأنك لا تملك المال الكافي لشراء الأخير!!!.

أمامك ثلاثة خيارات: أن تنصت، أن تتحدث، أن تكون شاهدا. جينيا سترفض الأول، ونفس الجينات ستنحاز للثاني، والجينات إياها وجدت لتمارس ذلك الخيار من دون أن يكون لك أي خيار!.

أمامك خياران: أن تصبح تابعا أو متبوعا.

لا تختر، لأنه فخ ستفقد معه حواسك جميعا!.

أمامك خيارات: أن تكون مليونيرا، أو مفكرا، أو نجما، أو عالما فذا. ستختار الأول من دون تردد، اختصارا للوقت لأنه سيحقق لك كل ذلك ما دمت تملك ماكنة اعلامية بيدها أكثر من فانوس!.

أمامك خياران: أن تحيا بكرامة، مع تسلمك الراتب وتظل مطالبا بضعفه، أو أن تموت وحولك الورثة في ذروة اختلافهم. لن تتردد في اختيار الثاني، لأنك لم تملك قط شيئا يثير الإنتباه من حولك وان لم تشهد ذلك!.

لك ثلاثة خيارات: أن لا تتصل بصديق، أن تمارس لعنتك على الجمهور، أن تحذف حضورك مرتين: الأولى يوم أن تورطت بذلك الحضور، والثانية يوم أن توهمت أن خيارا كذاك سيضعك في مكانة تملك معها توجيه خيارات العالم.

عرض الخيارات بهذه المجانية، واحد من مؤشرات الشرط ولكن على طريقة: اختر أن تموت أو أن تموت!!.

تكتشف بعد كل ذلك أن الخيار بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، لأنك وليد الشروط وابن العادة، والعرف، وابن "رحم الله امرءا عرف قدر نفسه"، وابن إرث ليس بالبعيد يقول بضرورة "التقية" حتى وان كنت في حال تتطلب منك أن تسارع الى "الحمام" لتلبية نداء الطبيعة!.

قالني في حواس

ثم مد على ضجر شرشف اللحن

رحنا نغني

وبعد انطفاء الحواس التي قالني

مد لي نايه

ثم قال: اجلد اللحن يا صاحبي

ثم ضعنا معا في بكاء شهي!.

قالني في العسس...

ان ضوئي احتبس

آه يا وردة

بين ماء ونار

آه يا جبهة

بين نجم وعار...

قالني وابتعد

ثم ظل على بعد صحوين

يرقبني في شحوب الممرات

قلت: فهل أنت مفتعل

بعدك الرحب في؟

انتسبت اليك، الى نأيك الفارد الآن

صحو الظلال علي.

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 972 - الأربعاء 04 مايو 2005م الموافق 25 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً