الثالث في مايو/ أيار يوافق اليوم العالمي لحرية الصحافة، وفي هذا العام نظم مجلس الأعمال العربي بالتعاون مع منتدى الاقتصاد العالمي حوارا ليوم واحد في القاهرة ضم نخبة من أصحاب الأعمال وعددا من ممثلي المؤسسات الإعلامية الناجحة في العالم العربي. وعندما دعيت إلى حوار الطاولة المستديرة اعتذرت عدة مرات لانشغالي في البحرين، وكان إصرار بعض منظمي الحوار على حضور "الوسط" يهدف إلى إغناء الحوار بتجربة إعلامية ناجحة من البحرين.
حوارات الطاولة المستديرة يوم أمس حضرها مفكرون ومنتجون إعلاميون من مختلف البلاد العربية ومن أوروبا وأميركا، تحدثوا عن التطورات الدرامية في العالم العربي من النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، إلا انه على رغم ذلك مازال الإعلام العربي لم يلعب دوره المتوقع منه.
أحد المسئولين عن إحدى الفضائيات التركية الناجحة أشار إلى أن الحركة المتسارعة في الإصلاح السياسي والاقتصادي في تركيا تحميه وسائل الإعلام المستقلة، وأشار إلى أن أول محطة تلفزيونية تركية مستقلة بدأت في ألمانيا، ثم بدأت محطة أخرى في بريطانيا، وبعد ذلك انتشرت في داخل تركيا. وأشار إلى "نكتة سياسية" في تركيا يرددها الأتراك من أن الجيش التركي لم يستطع إسقاط الحكومة خلال السنوات الماضية لأنه بحاجة إلى خطط عسكرية معقدة للسيطرة على محطات التلفزيون والإذاعة ووسائل الإعلام المستقلة في آن واحد.
أما المشاركون العرب فقد أشاروا إلى أن الحكومات العربية مازالت هي المسيطرة على وسائل الإعلام، والتجارب الناجحة مازالت قليلة وهي محاطة ببيئة غير مشجعة على الإصلاحات الاقتصادية والسياسية. وربما أن المغرب سيكون الدولة العربية الأولى التي ستحرر وسائل الإعلام بصورة شاملة خلال هذا العام بعد أن أعلنت الحكومة الشهر الماضي تأسيس هيئة وطنية مستقلة عن وزارة الاتصالات لتحرير قطاع الإعلام المرئي والمسموع.
والموضوع الذي طرحه المتحاورون هو كيف يمكن الصعود بوسائل الإعلام العربية لكي تمارس الدور المساند للإصلاح، كما هو الحال في مناطق العالم الأخرى، وخصوصا أن بعض الوسائل الإعلامية تعتبر حجر عثرة أمام المشروعات الإصلاحية المطروحة على الساحة.
المشاركون أشاروا إلى أن المحتوى الإعلامي العربي مازال دون المستوى، وفي كثير من الأحيان لا يعدو كونه بيانات لدوائر العلاقات العامة التابعة للمؤسسات الحكومية والتجارية من دون تحليل ومن دون مقاربة ومقارنة مع الواقع وتوقعات المستقبل. والأسباب لا تعود فقط إلى الحكومات وسيطرتها على أكثرية وسائل الإعلام وإنما أيضا لانعدام أخلاقية المهنة، وعدم وجود كفاءات متطورة بالعدد المطلوب، وقلة الإبداع في تطوير المحتويات ولذلك، فإنه وحتى عندما يفسح المجال للحرية في بعض وسائل الإعلام فإن الاستفادة منها ضئيلة.
وأشار المتحاورون أيضا إلى ظاهرة انتشار "حمى الانترنت" والرسائل النصية التي ثبت أنها لا تحرك الشارع العربي فقط، وإنما عدد من الأعمال الإرهابية والتفجيرات تمت بواسطة "شباب الانترنت" الذين يحركون الأجواء السياسية ويتحركون معها وتكون نتائجها في الاتجاه المعاكس للإصلاح المنشود.
أصحاب الأعمال المستقلون يقع عليهم جانب من اللوم أيضا لأنهم لم يسعوا بالحماس نفسه الذي يوجد لدى غيرهم، من أجل الاستثمار في أهم قطاع ينمو مع نمو الإصلاحات، وأهم قطاع يدافع عن الإصلاحات ويحمي حقوق الجميع
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 971 - الثلثاء 03 مايو 2005م الموافق 24 ربيع الاول 1426هـ