تعرض فريق الحالة لكرة القدم إلى "صدمة" الهبوط لدوري الدرجة الأولى للمرة الثانية في تاريخه بعدما جاء في المركز العاشر والأخير في الدوري الممتاز لهذا الموسم ليتخلى بذلك هذا النادي العريق عن موقعه بين أندية الكبار ويتهاوى خلف الأضواء في دوري الظل.
وكان الفريق "البرتقالي" تعرض إلى "صدمة الهبوط" الأولى قبل عشرة مواسم، ولكنه عاد سريعا إلى الممتاز، بيد أن عودته لم تكن قوية وفعالة وظل بعيدا عن مواقع المنافسة ومراكز المقدمة وتراجع تدريجيا حتى جاءته "صدمة الهبوط" الثانية هذا الموسم.
ماذا حدث للفريق الحالاوي؟ سؤال مقتضب، ولكنه كبير ويحتاج إلى إجابات كثيرة لا تخلو من الهموم والشجون التي يرصدها مدير الكرة والنجم السابق في الجيل الذهبي للحالة في عقد الثمانينات رياض رشدان عبر الحوار الآتي:
بداية، ما تعليقك على هبوط الفريق إلى الدرجة الأولى؟
- بصراحة، لم يكون الهبوط مفاجئا بالنسبة إلي، بل كان أمرا ونتاجا طبيعيا للواقع الصعب والمرير الذي يعيشه الفريق منذ أربع سنوات ماضية بدا فيها الفريق يتدهور تدريجيا حتى كان مصيره الطبيعي الهبوط.
وهل فشلتم باعتباركم جهازا إداريا وفنيا في إنقاذ الفريق بعد تسلمكم المهمة من الأسبوع السادس؟
- الحل لم يكن في تغيير المدرب أو الإداري لأن الوضع العام للنادي صعب وينعكس على الفريق الكروي، وتصور أننا تسلمنا الفريق في المباراة الثامنة ورصيده من دون أية نقطة، والفريق معظم عناصره شباب، لذلك حاولنا إنقاذ ما يمكن إنقاذه وحل الظروف والمشكلات الكثيرة المحيطة بالفريق.
وبدا مستوى الفريق يتحسن تدريجيا وحصد خمس نقاط ثم عاش الفريق تحت ضغط نفسي كبير في آخر خمس مباريات، إذ توجب عليه الفوز في جميع مبارياته، الأمر الذي أثر على تركيز اللاعبين ونجحنا في تخطي عقبة الرفاع البطل ووصلنا إلى ثماني نقاط، ولكن كان من الصعوبة الاستمرار في الانتصارات وسط الضغط الكبير ونقص الخبرة لدى لاعبينا الشباب.
وما الأسباب الرئيسية لهبوط الحالة إلى الدرجة الأولى؟
- أعتقد أن السبب الرئيسي هو قلة الإمكانات المتوافرة في نادي الحالة نظرا إلى الموازنة المتواضعة المرصودة للنادي من قبل المؤسسة العامة وقدرها 30 ألف دينار في السنة الواحدة، ولك أن تتصور كيفية توزيع المبلغ على الألعاب والفرق المختلفة والمدربين وغيرها من مصروفات النادي.
ونحن محتاجون بصفتنا إدارة إلى توفير حوافز إلى اللاعبين من أجل حل ظروفهم وتقديم مكافأة فوز ولو تشجيعية في حال الفوز، علاوة على هذا الواقع الصعب نواجه مشكلة في الارتباطات الوظيفية للاعبين مثلما حدث لنا في بعض المباريات مع نجمي الفريق حمد عياش وراشد الشروقي، ولم نستطع الحصول على فرصة لإخراجهما من العمل في هذه المباريات.
ولكن هناك عدة فرق لا تمتلك إمكانات كبيرة واستطاعت إثبات وجودها مثل نادي الشباب؟
- كل من يقرب من نادي الحالة سيتعرف على المرارة التي أتحدث عنها لأنني ابن النادي منذ كنت لاعبا، والوضع اليوم اختلف عن الماضي الذي كان يعتمد أساسا على روح وولاء وتضحيات اللاعب التي كانت الدافع الأساسي للاعبين نحو الفوز والبطولات، ولكن الوضع اختلف اليوم، إذ طغت النظرة المادية والحوافز على المعايير السابقة وخصوصا في ظل نظام الاحتراف.
أما بالنسبة إلى مقارنتنا بنادي الشباب، فأعتقد أن الفارق يرتكز في فارق الموازنة بين الناديين، إذ أصبح الشباب يتسلم 100 ألف دينار بعد الدمج، فيما ظل الحالة على 30 ألف دينار.
وماذا لو حصل الحالة على مثل موازنة نادي الشباب؟
- أعلنها من موقعي الإداري المسئول عن الكرة في نادي الحالة بأنه لو حصلت على موازنة نادي الشباب لضمنت البطولة إلى الحالة، وفي هذا الصدد أتمنى من المؤسسة العامة النظر بعين الأهمية والاعتبار إلى نادينا العريق الذي يمثل العمود الثالث لأندية منطقة المحرق إلى جانب المحرق والبحرين وتاريخنا يشهد بدورنا في الحركة الرياضية والشبابية ويفترض زيادة موازنة النادي، وإذا كان عدم اندماج الحالة هو سبب عدم مضاعفة الموازنة فذلك لا يجب أن يدفع ثمنه الحالة الذي لم يرفض مشروع الدمج.
إذا، ما الذي دفعكم لقبول مهمة إدارة الفريق وسط هذه الظروف الصعبة؟
- أنا ابن نادي الحالة، ومن واقع الارتباط والمسئولية يجب عدم التخلي عن الفريق في جميع الظروف، وهذه ليست المرة الأولى التي أعمل فيها مع الفريق منذ اعتزالي الكرة على رغم مشاغلي العملية التي حالت دون استمراري مع المنتخب الوطني.
ما الدروس وتبعات هبوط الفريق إلى الدرجة الأولى؟
- صدقني، بقدر حزني على هبوط الفريق، إلا أنني سعيد بالروح و"الفزعة" التي حدثت للفريق من جانب المسئولين وأبناء الحالة ولاعبيه في المباريات الأخيرة، وكان لها دور كبير في تحسن وضع الفريق في هذه المباريات، وهو أبرز المكاسب التي تعطينا الأمل والتفاؤل في المستقبل.
ولكن الهبوط لن يحدث إحباطا لجهودكم وطموحاتكم؟
- لا أتوقع ذلك لأننا بدأنا بناء فريق حالاوي جديد منذ شهرين ووسط الدوري وفق خطة وضعها الجهازان الإداري والفني للفريق، إذ اتفقنا مع ابن نادي الحالة المخلص إبراهيم أحمد ليتولى مهمة مدرب المواهب الكروية في النادي، وخصوصا أن المجموعة الحالية الواعدة من اللاعبين إسماعيل عبداللطيف وحمد عياش وراشد الشروقي كانت من اكتشافه، وذلك بهدف بناء فريق المستقبل الذي سيخوض دوري الدرجة الأولى الموسم المقبل ليعود إلى الممتاز العام 2007 قويا ويفرض حضوره التنافسي، وهو الهدف الذي اتفقنا عليه مع إدارة النادي.
يعاني الحالة من انتقال لاعبيه إلى الأندية الكبيرة مثلما حدث ليوسف عامر وإبراهيم المشخص وغازي الكواري، وهناك ما يتردد عن محاولات بعض الأندية لضم لاعبيكم البارزين بعد هبوط الفريق؟
- فعلا، نحن نلمس حاليا تحركات سرية من بعض الأندية الكبيرة من خلال اتصالاتها الخاصة مع بعض اللاعبين مثل إبراهيم العبيدلي وراشد الشروقي وحمد عياش وإسماعيل عبداللطيف، وهذا أسلوب مرفوض يحمل انعكاسات سلبية سواء على اللاعبين الشباب الذين يتعرضون إلى إغراءات تؤثر على تركيزهم وتفكيرهم، أو يضر بالعلاقات بين الأندية، لذلك فإننا نأمل من هذه الأندية مخاطبة نادي الحالة رسميا
العدد 970 - الإثنين 02 مايو 2005م الموافق 23 ربيع الاول 1426هـ