ذكر آخر تقرير إحصائي صادر من الامم المتحدة ان كندا حازت المرتبة الأولى عالميا في القضاء على الروتين تلتها اميركا ثم نيوزلندا. وصدقية هذا التقرير تأتي من تعليق لأحدهم زار هذه البلدان واقام في احداها إذ قال: لأول مرة احترم هذا الجهاز الصغير الذي يطلق عليه اسم "الهاتف". فهو هناك ينجز لك جميع معاملاتك الرسمية تقريبا وماعدا سائقي الاجرة فليس بالضرورة ان يعرف المواطنون هناك اين تقع دائرة الجوازات أو الخارجية أو العمل وحتى وزارة الاسكان أو الكهرباء؟

انطلقت هذه الدوائر الخدمية هناك من حقيقتين، الأولى هي ان الموظف وجد لخدمة الناس وليس العكس، والثانية توفير حسن النية في كل ما يقوله.

لا ندعي اننا نريد من دوائرنا الخدمية ان تقضي على الروتين خلال فترة محددة، ولكننا ندعي القول إن هذه الدوائر يمكن ان تقضي على مساحات كثيرة من الروتين وبالتدريج، ويمكن أيضا القول إن اولئك البشر لا يملكون عقولا ارجح من عقولنا ولاطاقة أفضل ولا حتى امكانات أكبر مما عندنا. المطلوب فقط هو المحاولة في تشخيص مكامن الخلل والقضاء على جزء منه. هذه هي الخطوة الأولى وسنجد أن بقية الخطوات ستكون أسهل مما نتصور.

وكما تعرفون أن العمل الشجاع يتطلب رجالا يملكون الشجاعة، ونعتقد اننا نملك هذه الشجاعة، بل ونملك الحصافة اكثر من غيرنا. فلنبدأ وقاكم الله من شر البدايات الخاطئة