أطفال المعامير، ونساء المعامير، وكهول المعامير، كلهم ينتظرون اليوم كلمة النواب في "غاز المعامير" الذي وصفه البعض بـ "الأكذوبة" ووصفه البعض الآخر بـ "العادي". .. فماذا سيصفه نواب الشعب اليوم؟ هل سيصفونه بالكارثة التي تحتاج إلى لجنة تحقيق ويقولون كلمتهم الفصل في ذلك، أم سيقولون "لا داعي للتهويل" وكفى الله المؤمنين شر القتال؟
إذا لم يستخدم النواب أدواتهم الرقابية في غاز خانق يقتحم مئات البشر، ويحمر أبدانهم، ويشقق جلودهم، ويلهب عيونهم إذا فيم سيستخدم النواب تلك الأدوات، في نقص "البلابيل" أم في ضرر الغربان أم في شارع يحتاج إلى رصف؟... أم فيم؟
الأدوات الرقابية وضعت لتستخدم لا لتهجر وخصوصا في بلد يكتظ بملفات الفساد التي تراكمت حتى النخاع، وعندما جاء الوقت الذي يمكن فيه اقتحام ولو جزء من هذه الملفات صار نوابنا يحذرون من استخدام صلاحياتهم، كحذر الماء من النار، وكأننا في "المدينة الفاضلة".
المشروع الإصلاحي الذي قاده جلالة الملك لم يأت إلا لوجود الداعي إليه، و إلا فما معنى مشروع إصلاحي، إذا كانت البلاد كلها بخير؟ لا بأس أن أحرض النواب على تشكيل لجنة تحقيق في "غاز المعامير"؛ لأنني بذلك أحرضهم على استخدام أدواتهم الرقابية التي هي حق أصيل لهم يستخدمونه أين ومتى شاءوا، وإذا لم يمارسوا هذا الحق، فسيستيقظ الناس يوما عراة، وليس من لجنة تحقيق تكشف عن سارقي ألبستهم، كيف لا وهم استيقظوا يوما، وليس من هواء نقي يستنشقونه
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 970 - الإثنين 02 مايو 2005م الموافق 23 ربيع الاول 1426هـ