العدد 970 - الإثنين 02 مايو 2005م الموافق 23 ربيع الاول 1426هـ

مرصد بيئي...!

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

لا يمكن لأي بحريني في وقتنا الحالي أن يتجاهل قضايا البيئة وأثرها على مسار حياته اليومية، بل إن حادثا كذلك الذي حصل في المنطقة الصناعية منذ أسبوعين تقريبا أي بعدما تسرب غاز الكبريت في الجو من أحد المصانع الواقعة بالقرب من قرية المعامير يعد واحدا من الجرائم الألف التي ترتكب بحق بيئتنا البحرينية أمام مرأى وصمت الجميع.

الغريب في الأمر هو الصمت المطبق من قبل الحكومة على هذا الحادث على رغم تفاقم إصابات أهالي القرية ووصولها حتى أمس إلى ثلاثة وخمسين حالة، ولا ندري ما نتيجة هذا الحادث الذي مازال يلفه الغموض؟ أتنتظر الحكومة التحرك في الامر إلى حين ينتشر الغاز في جميع مدن وقرى البلاد ويرتفع عدد الاصابات لتشكل لجنتها...؟!

ربما يفتح لنا هذا الحادث الملف البيئي في البحرين... هذا الملف الذي لم يفتح بالصورة المطلوبة وهو لا يقل أثرا وخطرا على الشارع البحريني الغائص في مطالبه السياسية الكثيرة على رغم أن المطالب البيئية لا تقل شأنا عن المطالب السياسية وإن كانت في أحيان كثيرة مرتبطة بالعامل السياسي.

فالبيئة ليست مجرد شعارات انشائية وتشجير أو تنظيف سواحل في نشاط يبرز هذه الجهة أو تلك أيا كانت عامة أو خاصة، ولكنها مسئولية تقع على الجميع وربما يفتح عدم التعامل بجدية مع حادث "المعامير" ملفات أخرى لا تحبذ الاطراف المعنية الخوض في غمارها لعدم إحراجها أو إفساد مصالحها، اضافة إلى قلة الوعي البيئي في اوساط الغالبية.

حتى البيئيون البحرينيون ممن يصنفون أنفسهم كذلك، تخاذلت مواقفهم وبدوا ضعفاء أمام ما يتعارض مع مصالحهم في تصريحاتهم غير العلمية وغير الدقيقة للصحافة.

وربما يكون ما استحدثه الأردن في العام 2000 من "مرصد بيئي" يتعامل مع القضايا البيئية المطروحة على المستويين المحلي والاقليمي نموذجا يحتذى به بالنسبة الى البحرين التي تستفيد عادة من تجارب الأردن في شتى المجالات، ولعلنا في أمس الحاجة إلى هذا الجانب لرصد ومعالجة قضايا مثل "غاز المعامير" وليس فقط من خلال المطالبة بتشكيل لجنة قصيرة المدى وأخرى للخروج في اعتصامات سلمية.

فأهمية المرصد تكمن في الحاجة إلى أداة مهنية، مستقلة، ذاتية المبادرة، لمراقبة ومتابعة حال البيئة إلى بحث مختلف السياسات الحكومية بشأن الوضع البيئي والاهتمام بالقضايا البيئية الرئيسية، كمحاولة التقليل من تلوث الهواء والتربة واستخدام المبيدات والأسمدة، وغيرها من مشكلات البيئة التي تدعو إلى المساهمة في وضع برامج عمل وسياسات شاملة للحفاظ على البيئة وتحسينها عبر وضع الحلول والمقترحات لمعالجة القضايا البيئية إلى تعزيز وتعميق الوعي البيئي لدى الجميع... وبذلك قد نخطو أولى درجات العمل البيئي الجاد

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 970 - الإثنين 02 مايو 2005م الموافق 23 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً