العدد 970 - الإثنين 02 مايو 2005م الموافق 23 ربيع الاول 1426هـ

مئوية جول فيرن

باريس - هنري كازامايو 

تحديث: 12 مايو 2017

تحتفي فرنسا العام 2005 بواحد من أكثر كتابها شعبية وهو جول فيرن الذي توفي منذ قرن. ستجرى الاحتفالات بهذه الذكرى الوطنية، بشكل خاص، في مدينتي نانت، غرب فرنسا حيث ولد، وفي مدينة أميان، شمال فرنسا حيث عاش. وستكرس للمناسبة معارض وحفلات موسيقية واستعراضية طيلة العام تقام في جو من الإبداع والخيال الجديرة بكاتب رحلات خارقة في عوالم معروفة وغير معروفة.

جعل جول فيرن ملايين الأطفال يحلمون عبر العالم. فقد تخيل لهم مغامرات القبطان نيمو، وميشال ستروغوف أو فيليا فوغ، وخادمه "باسبارتو". يذكر الكثير منا انفعالاتهم لدى قراءة "الجزيرة الساحرة" والمغامرات المؤثرة لـ "رحلة في وسط الأرض". كما تناولت ريشته المداعبة انفعالات الكبار أيضا. طمح جول فيرن إلى تثقيف الشبيبة عبر تجميع علوم عصره، وإلى تسلية الناس بحكايات تعج بالمغامرات وبغرائب الأمور. تأثر بإدغار بو وبدانيال ديفو، واخترع شكلا جديدا من الأدب سماه "لانعدام التعبير الأنسب" و"الرواية العلمية". أصبحت العلوم بالمعنى العريض للكلمة، بما فيها العلوم الإنسانية، بفضل جول فيرن مادة للخيال. وبين العام 1862 وحتى وفاته 1905 كتب بتشجيع من ناشر أعماله بيير جول هيتزل نحو ستين كتابا جمعها تحت عنوان عام هو "رحلات عجائبية". تكمن عبقريته في قدرته على ابتكار الشعر من أكثر المواد جفافا وخلق جو ساحر انطلاقا من معطيات علمية بحتة.

هذه الرؤية الحالمة والطليعية هي التي ستخرجها فرقة مسرح شارع "رويال دو لوكس" خلال عرض كبير في المدينة ولمدة أربعة أيام من الاحتفالات، في نانت بين 19 و22 مايو/ أيار الجاري وبين 16 و19 يونيو/ حزيران المقبل في أميان. يعلن البرنامج "زيارة سلطان الهند على فيل السفر عبر الزمن". ويبدأ العرض في لو هافر في الشمال وسط يوليو/ تموز المقبل، وينتقل إلى لندن في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، والعام 2006 إلى بلباو، وأنتويرب، وكاليه. في الوقت نفسه، يقدم المخرج بييريك سوران فيلما قصيرا عن الموضوع نفسه، مستوحى من قاطرة هائلة على شكل فيل تخيلها جول فيرن في روايته "بيت البخار".

يعج عالم جول فيرن بالآلات المستعملة كوسائل للنقل الثوري في عصره، مثل "نوتيلوس" في عشرين ألف عقدة تحت البحار والتي مهدت للغواصات، أو "ألباتروس" في روبور الغازي التي تماثل المروحية... هناك أيضا معرضان: واحد في نانت والآخر في أميان، يشهدان على ثروة الميكانيك العلمي في مجالات التصوير والرسوم المصورة، وخصوصا في أعمال جاك تاردي أو فرنسوا شويتن. ستكرس الخطوط الحديد الفرنسية للمناسبة قطار تي. جي. في بين المدينتين يحمل ألوان الكاتب. ويقترح الفنان الروسي ألكسندر بونوماريف نحتا هائلا يوضع في المحمية الطبيعية لخليج سوم في منطقة الشمال. من جهة أخرى، سيجرى عرض مناطيد متعددة الألوان في سماء أميان يومي 21 و22 مايو /آيار الجاري، في إشارة مباشرة إلى خمسة أسابيع في المنطاد.

الرحلة هي دائما قاعدة العمل عند جول فيرن، فأبطاله يمخرون عباب الأرض ويكتشفون أحيانا أماكن فلكية. تمثلت في أعماله جنسيات عدة، على رغم التكرار الغالب للأميركيين والفرنسيين والإنجليز، هناك أيضا الروس والصينيون. يجرى خلال العام، تنظيم "ثمانين حفل حول العالم" تستدعي مختلف أنواع الموسيقى العالمية. يقول الموسيقار بيير هنري: "إن تمكن جول فيرن من صهر العلمي بالفلكي فهو بالنسبة إلي مصدر إيحائي عميق". وسيعزف تكريما للكاتب، قطعة جديدة هي "صيد النيازك" في 3 أبريل/ نيسان في البيت الثقافي في أميان. ويقدم معرض البحرية في باريس بين 9 مارس/ آذار و29 أبريل/نيسان المقبل صورة عن الصلات المتعددة التي توحد الكاتب والملاحة الطويلة عبر معرض شاسع تحت عنوان "جول فيرن، رواية البحر".

العام ،1888 انتخب جول فيرن عضوا في مجلس بلدية أميان، المدينة التي تبنته. فبرع في وظيفته في الدفاع عن الفنون ودفع إلى تشييد سيرك يحمل اليوم اسمه. يقدم اللاعب البهلواني جيروم توما المقيم لمدة ثلاث سنوات برفقة فرقة "نون نوفا" من نانت، حفلا تحت عنوان "جول فور إيفير" مذهل لقوانين انعدام الجاذبية. شجع جول فيرن الرسام بوفيس دو شافان على تجديد مساهمته في متحف بيكاردي والعمل على سلسلة نقوش تزين جدار المبنى منذ العام ،1861 وهناك صورة تخلد اللقاء بينهما. بين 18 يونيو و6 نوفمبر/ تشرين الثاني يستعيد معرض "بوفيس دو شافان، دعوة جول فيرن للمتابعة..." مسعى الفنانين اللذين لا يقبلان التصنيف ويعملان، كل على طريقته بين التقليد والحداثة





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً