العدد 970 - الإثنين 02 مايو 2005م الموافق 23 ربيع الاول 1426هـ

المهرجان الدولي لمسرح الطفل... تكامل في عناصر الزمان والمكان

الرباط - المصطفى العسري 

تحديث: 12 مايو 2017

اختتمت يوم السبت الماضي فعاليات المهرجان الدولي السادس لمسرح الطفل في مدينة تازة وسط المغرب والذي نظمته وزارة الثقافة المغربية على مدى ثلاثة أيام بتقديم ثلاثة عروض مسرحية "كوكب ميكانو" لفرقة مسرح اليوم، و"دكان الرغبات" لفرقة مسرح الفانوس، و"لو نطق الحيوان" لفرقة علاء الدين للفن المسرحي بفاس.

وبحسب الكثير من المتتبعين فإن أهم ما ميز الدورة الحالية للمهرجان الذي نظم بتعاون مع محافظة تازة والجماعات الحضرية ومجلس رعاية العمل الاجتماعي وجمعية أصدقاء مدينة تازة، هو الإقبال الكثيف من جمهور أطفال المنطقة الذي تابع جميع المسرحيات التي عرضت بالمناسبة.

واعتبر المدير الفني للمهرجان محمد بن يوب أن دورة هذا العام "نجحت بكل المقاييس لأنها أسهمت في تجسيد نقلة نوعية داخل الممارسة المسرحية الموجهة إلى الطفل، وخلقت نوعا من الاحتكاك بين الفرق المشاركة، واستقطبت جمهورا غفيرا من الأطفال "أكثر من 12 ألف طفل تابع فقرات المهرجان" وسعت إلى تقديم إبداعات مسرحية هادفة من حيث مضامينها".

من جهته أكد مندوب وزارة الثقافة بمدينة تازة محمد بلهيسي في تصريح مماثل أن مهرجان هذه السنة بالمقارنة مع الدورات السابقة "راهن على التنوع والجودة وحسن التنظيم والاستفادة الجماعية التي مست كل شرائح الأطفال" فضلا عن مشاركة فرق مسرحية عربية لها مكانتها على صعيد مسرح الطفل "فرقة العرائس من سورية وفرقة المركز الوطني للفنون الدرامية والحركية بالكاف من تونس".

يذكر أن دورة هذه السنة عرفت مشاركة 12 فرقة مسرحية 10 منها من المغرب واثنتان من سورية وتونس.

إلى ذلك قال المخرج المسرحي عدنان سلوم: "إن مسرح الطفل يمثل رسالة حضارية وتربوية تتوخى تنمية إبداع الطفل وذوقه بالإضافة إلى كونه فنا فريدا يشمل ألوانا مختلفة من الفنون والآداب والتقنيات المتكاملة".

وأوضح المخرج السوري الذي يرأس فرقة مسرح العرائس بسورية في تصريحات للصحافة على هامش فعاليات المهرجان أن "هذا التكامل يهم عناصر الزمان والمكان التي تتوحد أبعادها وتتمايز وتتألق في فضاءات فنون اللغة والخطابة والتمثيل والغناء والرقص واللون والحركة والتعبير والإيحاء"، مؤكدا أن مسرح الطفل يبقى فضاء يرتقي فيه عالم الخيال ليكون منطلقا لتحقيق الحلم الزاهي والدفاع عن الخير والعدل ومنبرا يرى فيه الطفل المشاهد تفاصيل الواقع وعناصر الحدث التي يتفاعل معها بمشاعره.

واعتبر أن مسرح الطفل هو "رسالة حضارية تربوية وإنسانية تتمثل في الإيمان بالقيم والمثل والعطاء والرغبة في تنمية الإبداع والحس المرهف والتذوق الفني وبناء الشخصية وتعميق الهوية واستنهاض الوميض الإبداعي والحضاري".

وعن تاريخ مسرح الطفل بسورية أكد سلوم أن هذا الأخير عرف مراحل عدة، أولاها مرحلة ما قبل الستينات، والتي تميزت بالتجارب الفردية قدم خلالها كتاب كثيرون أعمالا مسرحية تم عرضها تحديدا بفضاءات المدارس.

وأضاف أن الفترة اللاحقة تميزت بإنشاء وزارة الثقافة السورية "مسرح العرائس" الذي اعتمد على بعض الخبراء الأجانب من الاتحاد السوفياتي سابقا على وجه الخصوص، لتتتالى إثر ذلك الكثير من التجارب في فترة السبعينات بشكل أصبح خلالها مسرح العرائس ينظم جولات عبر المحافظات والمناطق.

وأشار إلى أن العام 1983 عرف ظهور تجربة جديدة في مسرح الطفل تبنتها مديرية المسارح والموسيقى التابعة إلى وزارة الثقافة، أعقبتها تجارب متعددة ما بين 1984 و1987 على يد الفنان الراحل عدنان جودة.

وأضاف أن مسرح الطفل بسورية "مر بعد ذلك بفترة فراغ من العام 1992 إلى ،1997 ليعرف نقلة في السنوات الأخيرة حتى بلغت الأعمال المقدمة 14 عملا مسرحيا من أصناف مختلفة منها خيال الظل ومسرح العرائس ومسرح الأطفال والعروض الاستعراضية".

واعتبر أن التنوع الكبير في الفترة الأخيرة أسهم في "خلق الكثير من المهرجانات المحلية الوطنية والعربية التي لاقت استحسانا وإقبالا متزايدا من قبل المهتمين بالشأن المسرحي عموما ومسرح الأطفال خصوصا".

وبشأن خصوصية المسرح السوري، أوضح عدنان سلوم أن هذا الأخير يعد من بين "التجارب المتميزة في البلاد العربية بالنظر إلى مراعاته خصوصيته الفنية والتقنية والإبداعية ومن خلال الحضور والمشاركة في الكثير من المهرجانات العربية المتميزة" مستحضرا التجربة المسرحية لجيل الرواد الذين قدموا "عطاءات متميزة لا يمكن تناسيها كتجربة المرحوم سعدالله ونوس وتجربة المرحوم فواز الساجر". واعتبر أن الجيل الحالي من الشباب على رغم عدم شهرته على المستوى العربي سيكون له "أثر جيد على الساحة المسرحية العربية وخصوصا أولئك الذين يطرحون قضايا لها علاقة باهتمامات المجتمع العربي ووضعه السياسي والاقتصادي الراهن"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً