العدد 969 - الأحد 01 مايو 2005م الموافق 22 ربيع الاول 1426هـ

النشاط الطلابي البحريني والطائفية؟!

تفاقمت في الآونة الأخيرة مسألة الطائفية في البحرين لدرجة تجعل كل مواطن يضع يده على قلبه ويقول "الله يستر". لست متشائمة ولكنني كطالبة مغتربة يؤلمني أن أقرأ بين الحين والآخر مقالات تدعو إلى القضاء على الطائفية وهي تخفي بين أسطرها نزعات طائفية جلية تؤدي بدورها إلى زيادة ألسنة النار بدلا من إخمادها. لا تخفى عليك - عزيزي القارئ - هذه الحقيقة، فكل من يكتب عن الطائفية يدعو إلى التخلص من هذه الظاهرة ولكن شتان بين تأثير مقال وآخر. فبعض المقالات تزيد من حدة النزعة الطائفية لدى القارئ. بل إن ما يزيد "الطين بلة" هو أن البعض يأتي بأمثلة وهمية تعزز سلبية الموقف. فقد امتدت ألسنة النار لتشملنا نحن الطلبة في المملكة المتحدة، زاعمة أن نشاطات الطلبة مصطبغة بطابع الطائفية البحتة. والغريب في الأمر أن هذه المزاعم تولدت بقلم من هو بعيد كل البعد عن هذه النشاطات، بل وليس طالبا في المملكة المتحدة ولا حتى ساكنا بها! فكيف لمن يعيش في أقصى شرق الكرة الأرضية أن يحكم على أنشطة طلاب يعيشون في غرب الكرة الأرضية وهو لم يقم حتى بزيارة هذه المناطق للتعرف على حقيقة الأمر بل اقتصرت معلوماته على شبكة الانترنت!

من ضمن المزاعم التي أطلقتها بعض الأقلام أن النشاط الطلابي في المملكة المتحدة محتكر من قبل الطائفة الشيعية وأن الطلبة من الطائفة السنية معزولون عن المشاركة في هذه الأنشطة. أولا، يذكر أن عدد الطلبة من الطائفة السنية المبتعثين من قبل الوزارة للدراسة في المملكة المتحدة بالنسبة إلى الشيعة لا يتجاوز اثنين إلى ثلاثة من أصل عشرة وهم قلة محدودة. وهذا يفسر طغيان وجود الطلبة الشيعة في الأنشطة الطلابية مقارنة بالطلبة السنة. ثانيا، بصفتي طالبة مشاركة في بعض هذه الأنشطة ولا تقتصر معلوماتي على شبكة الانترنت أو ما تتناقله بعض الألسن، بل ما أراه بأم عيني، أستطيع أن أقول إننا - ولله الحمد - لا نعيش أي نوع من النزعات الطائفية في أنشطتنا الطلابية. ومن أبسط الأمثلة على ذلك النشاطات الرياضية بين الطلبة. ففي الآونة الأخيرة أقيمت "بطولة ليدز لكرة القدم" وكانت تضم طلبة بحرينيين من كلا الطائفتين: السنية والشيعية. أضف إلى ذلك يوم الطالب البحريني الذي أقيم في جامعة برادفور ولم تقتصر المشاركة فيه على الطلبة الشيعة، إذ كنت ضمن الحضور وشهدت حضور طلبة من الطائفة السنية والشيعية معا. ناهيك عما هو فعلا رائع في نظري، و هو مشاركة بعض الطلبة السنة في ليدز اخوانهم من الطائفة الشيعية في بعض المناسبات الدينية كعيد الغدير أو محرم أو ميلاد الإمام المهدي "عج". فكيف يمكن اتهام التجمعات والنشاطات الطلابية بأخذ طابع الطائفية؟ والأدهى اتهام الطلبة بحمل نفسيات طائفية سلبية لم تتمكن الغربة من التغلب عليها!

إننا - ولله الحمد - نعيش يدا واحدة في غربتنا، يجمعنا حب الوطن وعد الأيام والليالي ليحين الرجوع إلى أحضان أرضنا. إننا في غنى عن تلك المقالات التي تحاول التصيد في الماء العكر، فإن كان شعارنا القضاء على الطائفية فلنتوقف إذا عن غرس أسطر تفوح منها الرائحة الطائفية الكريهة.

وكلمة أخيرة: "دمت سالمة يا بلادي... حماك الله...".

* طالبة في جامعة كنت ببريطانيا

العدد 969 - الأحد 01 مايو 2005م الموافق 22 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً