إذا سمح لي بعض المسئولين في الوزارات الخدمية بالقول إن رياح التغيير والإصلاح لم تمر من بواباتهم! وبقليل من التواضع سنعرف أن هذه المعلومة واضحة وضوح الشمس وخصوصا إذا أراد الواحد منا أن يتابع مرحلة إنجاز معاملة رسمية ما.
وبعيدا عن ضياع وقت المراجع بين أروقة هذه الوزارات، فإنه أيضا ضياع لجهد ووقت الموظف المعني، وهو كما يقول الاقتصاديون يكلف موازنة الدولة الكثير.
نحن لا نطمع في أن نقرأ في الأخبار أن هذه الوزارة أو تلك حصلت على الرقم القياسي في كسر "رقبة" الروتين... بل نريد أن نخفف من أعباء هؤلاء المواطنين الذين زادت شكاواهم، إلى حد أنهم باتوا يصرخون لدى لقائهم أي محرر في صحيفة محلية.
والسؤال الآن - وقد يبدو ساذجا - هل يمكن لهذا المسئول أو ذاك أن ينام ليلته قرير العين، وهو يعرف تماما أن أحد المواطنين ظل عشرات الساعات ينتظر أن ينجز أحدهم معاملته من دون جدوى؟!
لا نريد من هذا المسئول أن يمسح بعصا سحرية كل التركات الثقيلة والمفاهيم الخاطئة، ومنها عدم احترام المراجع... ولا نريده أن يأمر بضرورة أن يبتسم جميع الموظفين في وجوه المراجعين، بل كل ما نريده أن يحدد بالضبط الزمن المفترض لإنجاز أية معاملة، ثم يقارنه بالزمن الفعلي لهذا الإنجاز، والذي سيظهر له مدى "الكارثة" التي لحقت بهذا المواطن أو ذاك
العدد 969 - الأحد 01 مايو 2005م الموافق 22 ربيع الاول 1426هـ