سعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لدى وصوله إلى "إسرائيل" أمس في أول زيارة رسمية منذ توليه منصبه في العام 2003 إلى التقليل من تأثير تصريحاته الانتقادية لـ "إسرائيل" على العلاقات بين أنقرة وتل أبيب قائلا إن: "علاقاتنا الطيبة مع إسرائيل لا تمنعنا من توجيه انتقادات صريحة، أتمنى أن تضيف زيارتي دفعة جديدة لعلاقتنا".
وكان أردوغان أثار في العام الماضي غضب "إسرائيل" عندما شبه حملات رئيس الوزراء ارييل شارون العسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة "بإرهاب الدولة" ولكن كل شيء في السياسية مقبول بالنسبة إلى معظم دول العالم لأن العلاقات بينها معقدة وترتبط بعدة عوامل تصب في إطار المصالح السياسية والاقتصادية بشكل أساسي.
ومن الملاحظات الغريبة في العلاقة التركية - الإسرائيلية أنه على رغم وجهة النظر التركية لما يقوم به المحتل الإسرائيلي في فلسطين إذ اعتبر أردوغان "حملات الإبادة" التي يمارسها جيش العدو إرهاب دولة، إلا أن "إسرائيل" تعتبر تركيا أهم حليف في المنطقة ويبلغ حجم التجارة بينهما ملياري دولار سنويا. وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن زيارة أردوغان ستتضمن توقيع صفقات سلاح كبرى منها صفقة قيمتها بين 400 و500 مليون دولار لتحديث طائرات حربية تركية.
الفرد العربي المسلم عندما يقرأ تصريحات مثل هذه يصاب بالصدمة ويفقد الثقة في بعض الدول التي ينتمي إليها، إذ يتوقع من هذه الدول سعيها إلى مساعدة الفلسطينيين والضغط على "إسرائيل" وإضعافها بشتى الصور، ولكن الواقع غير ذلك تماما فالمصلحة التي تحكم علاقات الدول مع "إسرائيل" تكون في ميزانها أكبر وأهم من العلاقة الأساسية مع فلسطين وشعبها المحروم. ومهما كانت المبررات فلا يمكن أن نقوي الظالم على حساب المظلوم وندعي مساعدة المظلوم بهذه السياسة
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 969 - الأحد 01 مايو 2005م الموافق 22 ربيع الاول 1426هـ