شارك عدد من كبار أصحاب الأعمال والتنفيذيين البحرينيين في حوارات الطاولة المستديرة بين أصحاب الأعمال الآسيويين والعرب في سنغافورة ما بين 27 و29 أبريل / نيسان الماضي، وتبادلوا عددا من الأفكار العملية لإقامة الجسور بين منطقة تنمو بسرعة منذ الثمانينات من القرن الماضي "جنوب شرق آسيا ومعها الصين" والتحقت بذلك النمو خلال السنوات الأخيرة الهند، بينما مازالت الدول العربية تشتكي من معوقات أدت إلى شلل في هيكليتها السياسية والاقتصادية.
أحد الذين شاركوا في الحوارات كان رئيس مجلس إدارة بنك البحرين والكويت الذي صرح لـ "الوسط" بعد عودته أمس بأن "علينا ان نستفيد من علاقاتنا التاريخية مع الهند"، وبدلا من ابداء الأسى والانزعاج، فإن علينا ان نستفيد من التجربة الهندية الصاعدة، لأن الهنود هم أقرب الأمم في آسيا للدول الخليجية بحكم التاريخ الطويل جدا من العلاقات بين المنطقتين.
وربما ان هذه الروحية الإيجابية هي التي نحتاجها في وقتنا الحاضر، من دون ان يعني ذلك قبولنا في الاستمرار باستجلاب الأيدي العاملة الرخيصة على حساب الاقتصاد الوطني.
آخرون ممن شاركوا في الحوارات الاستراتيجية في سنغافورة الأسبوع الماضي أشاروا إلى ضرورة الانفتاح على الخبرات الآسيوية فيما يخص الانتاجية وأخلاقيات المهنة والتدريب المتطور للقوى العاملة، بحيث تحولت العمالة الوطنية من جانب "الكلفة" التي تحاول الشركات تقليلها، الى جانب "المعرفة" التي تخلق القيمة المضافة والأرباح المعقولة والمستمرة على مدى بعيد.
المدير التنفيذي خالد جناحي قال إن أصحاب الأعمال الآسيويين يعتمدون في أنشطتهم على علاقات مباشرة بين بعضهم الآخر من دون الحاجة للمرور من خلال الحكومة. فالحكومة إنما تقوم بدور ضبط العملية الاقتصادية وليس إدارتها. ذلك ان إدارة الاقتصاد تحتاج إلى التنفيذيين في القطاع الخاص، وهو المحرك الحقيقي للنمو الأكثر ديمومة.
الأمر ذاته أكده رئيس مجلس إدارة "الوسط" فاروق المؤيد، الذي شارك في الحوارات التي رعي جانبا منها عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، اذ قال إن أهم عامل لنجاح الاستثمارات الآسيوية هو توفر الخبرات، وإننا بحاجة إلى ان نستلهم تلك التجربة لاسيما في مجال الانضباط المهني والانتاجية وأخلاقيات المهنة والتوجه الجماعي نحو استراتيجية واضحة.
في الفترة الأخيرة بدأت بعض الأنشطة الاستثمارية بين البحرين وآسيا، كما بين مصرف الشامل والصين عبر تأسيس صندوق استثماري، وزيارة عدد من المستثمرين الهنود للبحرين بدعوة من بيت التمويل الخليجي للاطلاع على الاستثمار في مشروع العرين، وهذه جميعها خطوات ايجابية.
ولكننا بحاجة إلى أكثر من ذلك. فالسعودية افتتحت مدرسة في الصين لاحتضان أبناء الطلاب السعوديين في الصين، وهو ما يجب ان نتوجه إليه. فالجامعات الآسيوية توفر فرصا كثيرة تنافس ما هو متوافر في الدول المتقدمة، وعلينا ان نفكر بصورة أكثر جدية في زيادة عدد الدارسين في الدول الآسيوية، والسعي الى مد الجسور بين أصحاب الأعمال وتنشيط الاستثمارات، وكل ذلك يحتاج الى ثقافة جديدة تستلهم الدروس من الآخرين
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 969 - الأحد 01 مايو 2005م الموافق 22 ربيع الاول 1426هـ