تطرق الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبته أمس بجامع الصادق بالدراز إلى ذكرى المولد النبوي وحفيده الإمام الصادق "ع" وأسبوع الوحدة الإسلامية. وقال: "إنه يوم المولدين الكريمين؛ مولد رسول الله خاتم النبيين "ص" وحفيده الصادق "ع"، يوم لو تمسكنا بمعانيه، والتزمنا هداه لما كانت ضلالة ولا فرقة، ولما كان تبعثر وشتات، وكان الهدى، وكانت الوحدة على طريق الله تبارك وتعالى. ولا وحدة في الحقيقة بغير دين قويم بفهم قويم. الدنيا كلها لا تجد فيها الآن وحدة حقيقية، تجمع القلوب، وتجمع الجهود على طريق الخير، وعلى الطريق الذي يبني الإنسان ويكسبه حياته، ويوفر له سعادته؛ هذه الدنيا وسعادة الآخرة، فالأمم الأخرى إنما تضبطها قوانين حديدية، وفيها كثير من الاختلاف".
وأضاف "الدين القويم يحتاج إلى فهم قويم، فالإسلام دين قويم، ولكن حين ينحرف بالإسلام فهم الإسلاميين تكون مصيبة، والفهم القويم للدين لا يكون من غير مرجعية كفوءة مأمونة. ثم إنه لا أغنى من هذه الأمة في مقومات الوحدة، ولا أكثر تمزقا منها. وللوحدة ركائز منها، ركائز العقيدة الواحدة وفي ذلك ما يكفي لحفظ وحدتهم، ولتقديمها نموذجا رائعا على خط الوحدة في هذه الدنيا المقفرة. ثم إن هناك أسبابا موضوعية تحتم على هذه الأمة أن تجتمع كلمتها ولو بالمقدار الذي يحافظ على مصالحها في الدنيا، ولا يجعلها نهبا للأمم الحاضر والمصير المشترك بخيره وشره".
وتساءل قاسم "إلى متى ولماذا الجدار السميك العازل؟" وأجاب: "أنه ناتج عن فهم سيئ من بعض كل مذهب لمذهبهم. ويضاف إلى ذلك التربية المتعصبة من عالم جاهل، ومن عجوز على سذاجة، ومن فئات ضالة والمصالح المرتبطة بالإثارات المذهبية "..." إن المسئولية الأشد تقع على عاتق العلماء المعتدلين، والتصحيح يجب أن يبدأ منهم"، مقترحا زيارات العلماء لبعضهم بعضا، وكذلك الرموز السياسية وإقامة ندوات ومواسم ثقافية ومؤسسات اجتماعية وثقافية ومالية مشتركة ونداءات موحدة.
العصفور: ولادة الرسول "ص" فصمت الأغلال من الأعناق
وفي السياق ذاته تحدث خطيب جامع الجمعة في عالي الشيخ أحمد بن خلف العصفور عن ذكرى ولادة منقذ البشرية "ص"، وأشار الى الآثار الروحية والاجتماعية والعقائدية التي أحدثتها هذه الولادة ليس على مستوى جزيرة العرب فحسب، بل شمل فيضها وبركاتها أرجاء كثيرة من ربوع الأرض. وقال العصفور: "لقد أشرقت هذه الولادة المباركة للرسول "ص" على النفوس والأرواح وفصمت الأغلال من الاعناق، وولادته العطرة طردت الشياطين والمردة من أجواء السماء، وحفظت للإنسان كرامته بعد أن كان في ظلام من الجهل، وضلال من العلم، وقد حققت تلك الولادة للإنسانية الشيء الكثير، لكونها الرحمة المهداة من رب العالمين الذي زفها الى الأرض بولادة خاتم الرسل".
وعن مصاديق هذه الرحمة الإلهية قال العصفور "إن الأمم السالفة يهلكها الله سبحانه بسبب جرم واحد ارتكبته، وقد أشار القرآن الكريم الى الكثير من قصص الأقوام الماضية الذين أخذهم الله بعصيانهم كقوم النبي لوط "ع" الذين كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء، وقوم النبي شعيب الذين كانوا ينقصون المكيال والميزان، وقوم صالح الذين عذبهم الله بسبب ذنب شخص واحد عقر ناقة صالح، بينما ترتكب كل تلك الجرائم وغيرها على شارع من شوارعنا، ومع ذلك فالله سبحانه وتعالى حليم رحيم مع أمة محمد "ص"".
سلمان: مسيرة 6 مايو ليست طائفية
من جهته دعا رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان الحكومة الى التعامل بواقعية مع دعوة الأمانة العامة للمؤتمر الدستوري إلى تنظيم اعتصام بشأن الإصلاحات الدستورية.
وقال سلمان في خطبة الجمعة بمسجد الصادق في المنامة إن "ما ينطبق على مسيرة سترة ينطبق على هذا الاعتصام، فهو تعبير متحضر عن وجهة نظر سياسية، لا يراد من هذه الممارسة إسقاط هيبة الدولة وإنما هو تعبير عن وجهة نظر سياسية. ويمثل هذا التعبير جانبا حقيقيا من المعاناة وجانبا حقيقيا من رفض الناس أن يبقوا مهمشين في صناعة القرار ومن دون أي دور فهناك بعض العمل ولكن لحد الآن تسير الأمور بإرادات منفردة وقد تحدثنا عن البعد البيئي وهدر الثروة وضياع مستقبلنا وأولادنا. ويعبر هذا الاعتصام عن معاناة - بلا إشكال - وتظلم من أن هناك من لا تؤخذ وجهة نظرهم".
وأضاف سلمان "هذا الاعتصام لا علاقة له بالشأن الطائفي لا من قريب ولا من بعيد، وقد حاولت بعض الجهات ومنها الرسمية الضرب على وتر الجانب الطائفي، ولكن كل ما سنسمعه هو لف ودوران للهروب من هذا الواقع. وقد عملنا على استيفاء الإجراءات بما فيها الإجراءات الشكلية من قبيل توقيع خمسة أشخاص، والاعتصام سيحمل الأعلام والشعارات الوطنية فقط"، معبرا عن أسفه من بعض التصرفات السلبية من جهات رسمية، موضحا أنها لا تخدم المصلحة الوطنية.
بوصندل: البحرين تعاني من غزو ثقافي
تناول خطيب جامع أبوعبيدة الجراح الشيخ إبراهيم بوصندل الشأن التربوي وحذر من الغزو الثقافي الغربي بدءا من المنازل والمدارس. وتحدث بوصندل عن القواعد التربوية في ظل الشريعة الإسلامية. وقال "إن تربية الأبناء التربية الشرعية هي نجاة للطرفين من النار. نجاة للآباء من النار ونجاة للأبناء من النار. أما نجاة الآباء من النار، فلأن الله قد حملهم مسئولية تربية الأبناء، فهي أمانة ومسئولية إن أداها نجا من النار وإن قصر يكون قد ارتكب إثما كبيرا. وأما نجاة الأبناء من النار فتكون بتربيتهم التربية السليمة التي تحفظهم من الانحراف، وتضعهم على أول طريق الجنة، وهو الالتزام بالدين الذي أنزله الله رحمة للعالمين".
وتابع بوصندل قائلا "بعض الناس يتخبط في تربية أبنائه فيعلمهم على العادات الغربية، ويخلط في ذلك بين تعاليم الدين وبين العادات الغربية في اللباس والطعام والسلوك، وهذا يخرج لنا أبناء مهجنين مشوشين، قد يحبون الإسلام بحكم كونهم أبناء مسلمين، ولكنهم من الداخل مفتونون بالحضارة والعادات الغربية بحكم دراستهم في مدارس أجنبية أو اختلاطهم بالأجانب".
ويستدرك بوصندل قائلا "ولكن يؤسفنا أن نقول إن التعاون قليل جدا بين الجهات الاجتماعية، وأنا أعلم أن في المدارس العامة والخاصة تجري أمور يندى لها الجبين، وعندما تطوع أحد التربويين لرصدها ومناقشتها تم تحذيره ومنعه. وها هي الصحف تفاجئنا بحادث آخر في إحدى المدارس البحرينية، حادث تصفه بالشذوذ والعنصرية، والكثير من المخالفات التربوية التي تمارسها إدارة المدرسة التي اتهموها بالكذب والغش، لكن ما يجري فيها نقطة من بحر مما يجري في بعض المدارس العامة والخاصة". وحمل بوصندل بشدة على جلب إحدى البرامج الترفيهية العربية الى البحرين، واصفا إياه بالقباحة وخدش الحياء، وحمل النواب والمسئولين في الدولة مسئولية التصدي الجاد لذلك.
توفيق: هل تحولت عبادتنا إلى قوالب من دون قلوب؟
من جهته تحدث خطيب جامع مركز سار الإسلامي الشيخ جمعة توفيق عن أهمية ودلالات الخشوع العرفاني في الصلاة، وأشار الى أن الكثير من العبادات أصبح يستهان بأدائها حتى تحولت الى عمل روتيني فقط بقوله "نرى الكثير منا يتكاسلون عن الأعمال الصالحة، وينشطون في طلب الدنيا ويتوسعون في إعطاء نفوسهم ما تشتهي، وبسبب توسعهم أصبحت بعض العبادات عادات يومية فقدت الجانب الإيماني أو الروحي فأصبحت العبادات خالية من الخشوع والتذلل لله تعالى ونذر أن تجد من يبكي في صلاته خشوعا، يؤدي الصلاة ولكن لا ترى عليه آثار الصلاة، فهو لا يتأدب بأدبها ولا يلتزم بأركانها وواجباتها، صلاتهم صورية عادية، يصلون أشباحا بلا أرواح، وقوالب بلا قلوب وحركات بلا مشاعر، بل صلاتهم مرتع خصب للوساوس والهواجس، يدخل الشيطان عليه في صلاته ويعيث فيها فسادا ولا يجد قلبا خاشعا يصده، فهذه الصورة مشهورة متواترة في صلاة الناس وسببها انشغال القلب والفكر بالدنيا وحطامها وانشغالاتها. فالمسلمون يحتاجون إلى فقه العبادة التي يؤدونها وعمل حقيقي صادق لما يعلمونه فالكثير يعلم ولكن لا يعمل".
ومضى قائلا "فالخطبة درس أسبوعي وموعظة للمسلمين والكل بحاجة إلى هذا العلم بل من تأمل في حال الناس يعلم مقدار الزهد عندهم عن العلم الشرعي فكثيرون لا يحضرون دروس العلم وينصرفون عند سماع الوعظ فلم يبق لهم إلا الجمعة ويأتونها متأخرين متكاسلين وإذا جلسوا للخطبة بأذهان مشغولة وبال سارح. فالعبادة أصبحت عادة وروتينا أسبوعيا يذهب إلى المسجد ويحضر وينصرف ولم يزده ذلك علما"
العدد 967 - الجمعة 29 أبريل 2005م الموافق 20 ربيع الاول 1426هـ