هناك فيلم رومانسي جميل اسمه "مدينة الملائكة"، وربما يجب إطلاق هذا الاسم على حكومتنا الموقرة وعلى كل أجهزتها ودوائرها، والسبب هو أننا منذ العام 1973 حتى الآن، لم نسمع عن أي فرد في مجلس الوزراء، أو مدير أية دائرة حكومية تمت إقالته لأن يده طالت دينارا واحدا من موازنة الدولة، أو تسبب في إهدار فلس واحد، ولهذا فإن الحكومة تستحق لقب "مدينة الملائكة" بكل جدارة.
أمير قطر أعفى منذ فترة ثلاثة وزراء، وكل يوم نسمع عن إقالة وزير ومحاكمة آخر، حتى كوندليزا رايس حوسبت علنا أمام وسائل الإعلام، كل العالم يخطئ مسئولوه ويقالون ويحاكمون، إلا البحرين، لم يوجد فيها أي مسئول استغل منصبه وسطا على الأراضي، وأصبح مليونيرا في فترة قياسية، فنحن لا يوجد لدينا مسئولون يمارسون التجارة على أعلى مستوياتها، ويزاحمون الناس في كل شيء، لا يوجد لدينا إلا الملائكة في زمن شح فيه ذلك. وخصوصا أن بعض نوابنا يخافون أن تمس شخصية الوزراء حفظهم الله، حين يتم استجوابهم علنيا، فعندنا لا أحد يسرق إلا الفقراء وبعض من العاطلين، ولا أحد يمس مال الدولة أو بنك الإسكان أو يتلاعب بحقوق المؤمن عليهم في صندوقي التقاعد والتأمينات، ولا أحد يمارس نفوذه السياسي في التجارة، هكذا هي الحال منذ العام 1973م، لم يحاسب وزير أو تتم إقالته، حتى في ظل ديمقراطيتنا الجديدة.
ولا نملك أن نقول ونحن نرى تطاير الوزراء في الدول المجاورة، إلا ما تقوله الفتيات اللاتي يحضرن زفاف إحدى صديقاتهن "عقبالنا يا رب عقبالنا"
العدد 965 - الأربعاء 27 أبريل 2005م الموافق 18 ربيع الاول 1426هـ