للقارئ الكريم أن يتصور بأية عقلية يفكر هذا المسئول الذي يتكلم عن الرجولة وانعدام الرجولة والمبارزة بالسيف، والحلول العنترية في الإدارات المنظم عملها بحسب الدستور والقانون. الكثير من المسئولين السابقين، وبعض الحاليين، لا يريدون مغادرة طقوس الأجداد في التلذذ باستعبادهم لبني البشر وسلب إرادة المواطنين وإهدار كرامة إنسان هذه الأرض الطيبة. البعض يصل إلى رتب ومراتب سلطوية نافذة، ولكن تبقى العقلية السادية الشاذة عن قواعد السلوك الإنساني السليم، في إهانة الناس والتحكم بمصير البشر هي التي تحكم علاقاتهم مع الآخرين.
على الضفة الأخرى، يلفت النظر استلطاف الناس ورضاهم بهذا الشذوذ الممارس ضدهم - وهذا الرضا علامة تستحق التوقف من قبل الباحثين في الدراسات الاجتماعية والنفسية وتشخيص الحالات الشاذة ووصف العلاج المناسب لها - هذه الممارسة تغتال روح المواطنة الكريمة وحق الكرامة الإنسانية، وهي تعبر عن علاقة التابع بالمتبوع. هذه العلاقة التي ثارت في وجهها حمم ثورة الغواصين في بداية العشرينات وتلتها لائحة المطالبات التي تكفل بها عبدالوهاب بن حجي الزياني ورفاقه، وهي الحركة التي استلهم منها أعضاء هيئة الاتحاد الوطني الكثير من المبادئ، وهكذا تباعا حركة بعد حركة، واحتجاجا بعد احتجاج، وكل ذلك من أجل حقوق وكرامة الناس.
في بعض الأحيان، أحاول قدر الإمكان أن ابتعد عن توصيف محدد للشخصيات التي أسوق حيالها بعضا من النقد، والذي قد يكون جارحا، إلا أن هذا لا ينسحب على جميع فقرات المقال وعباراته، فتارة نتحدث عن أكثر من شخصية في مقال واحد.
بعض الوشاة يتلذذون بغنيمتهم تلك، فيحملونها يمينا وشمالا، تارة في مجلس مسئول وتارة أخرى في مكتب محام وأخرى يستخدمونها حبرا لقلم صحافي! المهم أن هؤلاء تشتد وطأة نفاقهم إلى الدرجة التي يسيل لعابهم على ما يمكن أن يمنحوا من تسهيلات آنية أو مستقبلية "مثل خوض انتخابات نيابية أو بلدية" ويحتاجون إلى دعم هذا المسئول فيها، ولكن أعتقد أن هذا المسئول يجب أن يضع حدا معلوما وفاصلا يميز به عملهم غير الأخلاقي البتة. ولكن بدلا من ذلك يقوم المسئولون، مع الأسف، بتقريب "البشمركة" والمتملقين والمنافقين ويكونوا محل ترحيب دائم!
"البشمركة" التي لا تجيد العربية بالشكل المطلوب، تحاول خلط الأوراق عن قصد أو من دون قصد، وعلى ذلك فإنها في كل مقال تحاول جاهدة أن تعتصر ذهنها عصرا عله يتفتق لها عن فكرة أو فقرة أو سطر أو كلمة تحاول التلبيس بها على المسئولين وقلب الموضوع رأسا على عقب. وبدلا من الإصلاح الذي يقوم به الناقد لأوضاع المجتمع، يكون هذا الناقد هو الهادم لأركان المجتمع، وأركان المجتمع لدى البشمركة تقوم على النفاق والمجاملات والبهرجة الزائدة عن اللزوم!
نتمنى من المسئولين أن يردعوا البشمركة أولا، ويحددوا أسسا للتعامل معها، حماية لحقوق الناس والكرامة الإنسانية وتفعيلا لمبادئ العدالة الإنسانية والتراحم، وتجنبا للنفاق والمجاملات التي تؤديها فرقة "حسب الله" قبل المولد
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 965 - الأربعاء 27 أبريل 2005م الموافق 18 ربيع الاول 1426هـ