العدد 965 - الأربعاء 27 أبريل 2005م الموافق 18 ربيع الاول 1426هـ

بين سندان النزاعات ومطرقة الجفاف

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

تئن الأمة العربية اليوم من كثرة المشكلات الناجمة عن النزاعات وتلك الناشئة بفعل عوامل الجفاف والتصحر. ويمثل الصراع العربي الإسرائيلي جوهر الصراعات وخصوصا قضية القدس المحتلة. الآن هناك مشروع مقترح في مجلس الشيوخ الأميركي يشترط الاعتراف بمدينة القدس عاصمة غير مقسمة لـ "إسرائيل" قبل الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ويتضمن المشروع مغالطات تاريخية وتغييبا لمكانة المدينة لدى المسلمين والمسيحيين. كما يتجاهل المشروع، الذي يقف من ورائه اللوبي الصهيوني، الحقوق الوطنية الفلسطينية. في هذه الأثناء نسمع من بعض قادة الأمة أن فرص السلام مع "إسرائيل" أصبحت مواتية أكثر من أي وقت مضى. فأي سلام هذا الذي يحول دون عودة أولى القبلتين وثالث الحرمين إلى المسلمين! علاوة على ذلك تمزق الأمة صراعات مفتعلة من قبل الغرب كتلك التي تجري بفعل الاحتلال في العراق والعنصرية في دارفور والطائفية في لبنان وغيرها. إلا ان أحدث الكوارث جاءت من قبل الجفاف والتصحر. فقد طالعتنا وسائل الإعلام أن موريتانيا تسلمت ثمانية آلاف ونصف طن من الحبوب هدية من الحكومة الأميركية لسد العجز الغذائي المترتب على نقص منسوب الأمطار واجتياح الجراد. لكن طبعا للهدية الأميركية مقابلها وهو يتجلى في تغيير البلاد لعطلتها الأسبوعية من الجمعة إلى الأحد "أي نحو النصرانية". وفي جيبوتي أعلنت الأمم المتحدة أن نحو 30 ألف بحاجة ماسة لمعونات غذائية عاجلة في وقت توقعت مفوضية اللاجئين مستقبلا قاتما لملايين النازحين من ديارهم في دارفور.

إذا، إلى متى ستعتمد الأمة على الإغاثة التي تهيمن عليها دول غربية لها مصالحها. إن الأمة العربية ليست فقيرة في مواردها لكن توزيع تلك الموارد غير متوازن أو بالأحرى لا توجد استثمارات في مشروعات استراتيجية تسد حاجتها من الغذاء. فأمة لا تملك قوتها لا تملك قرارها. لذلك يجب تخصيص موازنات من أجل مشروعات زراعية تعود بالاكتفاء الذاتي عليها. أما فيما يتعلق بقضية القدس فيتحتم على الدول العربية استخدام نفوذها لدى الولايات المتحدة في الدفاع عن عروبتها وأن يربط أي تقدم في عملية السلام أو ما يسمى بالتطبيع بعودة المدينة المقدسة إلى أهلها

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 965 - الأربعاء 27 أبريل 2005م الموافق 18 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً