العدد 964 - الثلثاء 26 أبريل 2005م الموافق 17 ربيع الاول 1426هـ

انشقاق "الجبهة التركمانية"... هل يعيد التركمان اللحمة مع العراقيين؟

فاروق حجي مصطفى comments [at] alwasatnews.com

كاتب سوري

في الوقت الذي يعاني في العراقيون من عدم تشكيل الحكومة ويعيشون أزماتهم، وفي جو يشيع فيه مزيد من الخوف والرعب، إذ يبرز الاستهتار بأمنهم هنا وهناك، على ضوء الخلافات المزمنة في أوساط القوى والأحزاب العراقية، حتى وصلت هذه الخلافات إلى داخل كل تنظيم على حدة يأتي الانشقاق الذي تشهده "الجبهة التركمانية" خير تعبير عن وجود الأزمات في داخل التنظيمات وليس فيما بينها فحسب.

واستطرادا نقول، إن تركمان العراق يعيشون ومنذ فترة في جو يسيطر عليه القلق نتيجة غياب التنسيق والوحدة فيما بينهم، وهو الأمر الذي أوصل التركمان إلى طريق مسدود ووضعهم في خانة الهامشية. وثمة من يعزو السبب إلى الديماغوجية التي تسيطر على خطاب الجبهة، وربط مصير التركمان بالمصالح والمواقف التركية بشكل مباشر. هذا والأخيرة أيضا - تركيا - وضعت نفسها في متاهات، وكانت تصدق كل ما يقال لها من قبل الجبهة، الأمر الذي وضعها في موقف حرج أمام المراقبين والدول، لأنها كانت تبالغ في حجم التركمان وثقلهم السكاني أمام الجميع.

ونتيجة كل ما سلف أعلنت مجموعة من المثقفين ومناضلي الجبهة انفصالهم عن الجبهة التركمانية، عبر بيان لهم نشر مقتطفات منه موقع الاتحاد الوطني. وجاء في البيان "إننا نخاطب جميع الأطراف والشرائح في العائلة التركمانية ضمن العائلة الكردستانية والعراقية، ونعلن انسحاب نخبة من المناضلين من الجبهة التركمانية وتنظيماتها، وهدفنا هو الخروج من الحال غير الطبيعية التي نشهدها، وللمساهمة في إخراج وطننا من النفق المظلم المتمثل في عمليات العنف والتفجير والاختطاف".

ولا نستغرب مما يحدث، كون الساحة التركمانية شهدت مثل هذه الخلافات والانقسامات منذ انعقاد المؤتمر العام الرابع للتركمان في العراق، وانسحاب بعض الأحزاب والقوى التركمانية منها بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بشأن عدد من القضايا التي تهم التركمان في العراق ومستقبلهم السياسي في المنطقة، وخصوصا فيما يتعلق بتحسين العلاقات مع الأكراد وضرورة التوقف عن معاداتهم، وأهمية تصحيح العلاقة مع تركيا. وآخر المنسحبين هو مسئول المنطقة الجنوبية للجبهة التركمانية عضو مجلس التركمان العراقي سياح كورجي في 23 ابريل/ نيسان، بهدف "الخروج من الحال غير الطبيعية التي يشهدها التركمان في الوقت الحاضر" كما جاء في البيان.

وفي الحقيقة يحتاج التركمان إلى اللحمة مع أنفسهم بالدرجة الأساس. وبدا أن الشقاق الذي يخيم على المشهد التركماني يؤخرهم عن مواكبة التطورات العراقية والعالمية. وهم بحاجة إلى خطاب واقعي، والتفكير من منطلق قومي، إذ لا يوجد من يحرمهم من الحقوق. وهم الآن يعيشون ويتمتعون بكامل الحقوق في كردستان، لكن قبل ذلك ينبغي السؤال: هل يستطيع التركمان أن ينقلوا حالهم إلى موقع آخر في ظل وجود الخلافات؟ هذا ما يحتاج التركمان إلى التفكير فيه الآن!

* كاتب كردي سوري

إقرأ أيضا لـ "فاروق حجي مصطفى "

العدد 964 - الثلثاء 26 أبريل 2005م الموافق 17 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً