عندما أجلس مع رئيس جمعية الإسكافي لتجميل البحرين محمد عاشور أشعر بقيمة الشاب عندما يكون أفقه أكبر من مساحة الزمن.
تتزاحم الآفاق في ذهنه وهو يبحث عن أفكار تشجيرية وعن الوان يجمل بها البحرين.
يوم أمس ذهبت عند الساعة الحادية عشرة ليلا إلى النصب التذكاري... خلت اني لن أجد أحدا من هؤلاء الشباب واذا بهم كخلية نحل... هذا يرسم بريشته وهذا يحضر اللوازم وهذا يستقبل الضيوف. هذه النبتة الجميلة "جمعية الإسكافي لتجميل البحرين" بدأت تكبر وها هي تتحول من جدارية إلى جدارية تنقش نقوشا وترسم صورا وهي تهمس في اذن الجميع: نحن شباب البحرين نحب هذه الأرض، ومستعدون للتعاون مع أية وزارة، مع أي مسئول من أجل ان نجمل البحرين. حقا ان يد الله مع الجماعة وما كان لله ينمو. فريق هذه الجمعية شباب كالزهور لكل واحد عطره الخاص من محمد إلى عقيل إلى البصري إلى فاضل إلى محمود إلى رياض إلى... ولو كنت حافظا كل الأسماء لطرحتها لأني اعلم ان بينهم عددا كبيرا من الفنانين. التقيت الرئيس عاشور فقال بعد تجميل مسجد الصادق في سلماباد، ننوي تلوين مسجد في الرفاع وهكذا نعطي صورة أن الجمعية لكل البحرين. بالأمس صرح محمد عاشور في "الوسط": "بإن نصب النخيل سيتم الانتهاء من اكماله يوم الثلثاء تمهيدا لتدشينه بالتزامن مع زيارة جلالة الملك يوم "الأربعاء المقبل"".
هؤلاء الشباب بحاجة إلى دعم حقيقي ليقوموا بتجميل البحرين، فليت التجار وكذلك الدولة تقوم بدعمهم ماديا ومعنويا وإعلاميا... هذه الرسائل الملونة مازال شبابنا يرسلونها إلى الدولة، ولا أشك قيد أنملة ان الدولة ستقوم بدعمهم في اكمال مشروعهم. وللانصاف عندما جلست مع رئيس الجمعية، قال لي: لقد لقينا تشجيعا من وزارة الإعلام والمحافظة الشمالية ومن البلدية والمجلس البلدي والاشغال ووجدنا تفاعلا كبيرا من الشيخ راشد باعتباره هو الآخر أحد رواد الفن في البحرين.
بعدها ذهبت إلى قلعة البحرين وتفاجأت كثيرا من التحول الكبير في رسم الجداريات وتلوين البيوت فتذكرت جمعية البحرين للفنون التشكيلية وجمعية المرسم الحسيني. وهاتان الجمعيتان مازالتا تقدمان صورا مضيئة جمالية للبحرين، واتمنى من المجتمع البحريني زيارة القلعة ليرى جمالية البيوت الملونة ولاشك ستبهره قدراتنا البحرينية. جلالة الملك ما فتئ يشجع الشباب البحريني على صقل مواهبهم وإبراز قدراتهم وها هم يردون التحية بتلوين الجداريات وبيوت القلعة، وآخرون مشغولون بتلوين المساجد ونقش الآيات. لهذا نتمنى من وزيرة الشئون الاجتماعية اشهار جمعية المرسم الحسيني رسميا، فليس من الانصاف ان تشهر رسميا جمعيات قطط وجمعيات "بني آدميين" وتبقى جمعية المرسم الحسيني بلا اشهار في الجريدة الرسمية ولاشك ان عدم الاشهار يحبط هذه القدرات. فهؤلاء الشباب هم من اوقدوا شموع الحزن على رحيل البابا في لفتة إنسانية عظيمة تستحق التشجيع.
جمعية المرسم الحسيني شاركت في معارض أوروبية واستقطبت الاجانب في رسومات تركز على السيد المسيح "ع" وعلى الإمام الحسين "ع" وها هي اليوم تشارك في رسم جداريات القلعة مع جمعية الفنون التشكيلية التي سيحضرها جلالة الملك.
ان الشباب البحريني عندما يدعم ويشجع يتفجر مواهب وابداعات... عندما تشجعه الوزارات بلا تلكؤ وبدعم بلا حدود، عندما تحتضنه مؤسسات القطاع الخاص، والشكر موصول أيضا إلى صحيفة "الوسط" في اعلاناتها لهؤلاء الشباب وللمحافظة الشمالية التي مازالت تدعم شبابنا بلا تلكؤ ولوزارة الإعلام في تغطيتها ولوزارة الاشغال والمرور والبلدية. إن كل هؤلاء شاركوا في دعم شبابنا وكل ذلك مقدمات للعمل الكبير للاحتفال باليوبيل الذهبي ولاستقبال جلالة الملك في الحفاظ على الآثار والقلاع، وكم هي عزيزة قلعة البحرين على الجميع فهي جزء من التاريخ. كل أملنا هو دعم هؤلاء الشباب البحريني الطموح وهذه الجمعيات لتبقى البحرين مزدانة بألوان شبابها الطالع
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 964 - الثلثاء 26 أبريل 2005م الموافق 17 ربيع الاول 1426هـ