عندكم بركة سباحة في البيت. ..؟ طيب... اذا عندكم في البيت بركة سباحة اذا بالمنطق بيتكم فيه حديقة جميلة... وبما ان بيتكم فيه حديقة جميلة وفيها بركة سباحة اذا بالمنطق بيتكم حجمه معقول ويكفيكم وزيادة... وبما ان بيتكم كبير وفيه حديقة جميلة وفيها بركة سباحة اذا بالمنطق انتم عائلة ميسورة والدنيا معاكم مستورة والحمد لله والله يستر علينا وعليكم وعلى جميع المسلمين.
هذا هو التسلسل الطبيعي المنطقي... وعندما يريد الانسان المنطقي المرتب بناء سكن له فإنه من البديهي ان يبدأ أولا بحساب موازنته ثم يحجز جزءا منها "وليس كلها" لبناء المنزل... ويطلب من المكتب الهندسي ان يصمم له خرائط للمنزل يكون بناؤه بهذا المبلغ... ويحجز جزءا من ماله المتبقي للتعديلات والاضافات والتأثيث وبالمنطق يمسك الباقي احتياطيا لمتطلبات غدر الزمان وتقلباته. ولكن ان نذهب الى مكتب هندسي ونطلب منهم عمل خرائط وتصميمات لمنزل "مهما يكون حجمه" وبمبلغ يعمل ضعف ما نملك من أموال ثم نضع هذه الخرائط امامنا ونبكي عليها ونلطم فهذا غير منطقي ولا مقبول ولا يدخل العقل.
وعندما أعلن عن بناء مدينة خليفة الرياضية نحن ظننا وبالمنطق ان يكون هذا الاعلان تم بعد الخطوات الآتية... أولا تم رصد الموازنة المعقولة والمقررة للمشروع ثم بعد ذلك وبالمنطق أووكل لوزارة الاشغال بعمل الخرائط والتصميمات اللازمة بناء على حجم الموازنة المقررة للمشروع ثم بعد ذلك وبالمنطق سلمت هذه الخرائط بعد الانتهاء منها الى مجلس المناقصات والذي بدوره طرحها على الشركات الكبيرة والمعتمدة لديهم للحصول على العطاءات السرية المختومة ثم وبالمنطق عند فتح هذه العطاءات فإن السعر المقدم لانشاء المدينة الرياضية سيتراوح حول المبلغ المرصود ثم يرسو العطاء على احدى هذه الشركات ويبدأ العمل.
هذا هو التسلسل الطبيعي والمنطقي الذي فهمناه جميعا... أو من المفترض ان نفهمه. لكن من غير المنطقي ان نعلن في الصحف عن انشاء مدينة رياضية تحمل اسما عزيزا على قلوبنا جميعا ثم نعمل الخرائط والتصميمات اللازمة لهذا المشروع من دون وجود مبالغ مالية متفق عليها ومرصودة اصلا في الموازنة "يعني هذا اللي عمل الخرائط ما سأل كم عندكم فلوس؟"... ان قمة اللامنطق نعمل خرائط مشروع بمبلغ تسعة ملايين دينار ونصف ونعلنه على الملأ في الصحف والموازنة المرصودة لهذا المشروع هي فقط خمسة ملايين دينار... لكن ما عليه ولا يهمكم يا مؤسسة الشباب والرياضة اصلا انتم في غير حاجة لأية مساعدة من أحد ما دامكم ربحانين مبلغ ستين مليون دولار من حلبة سباق الفورمولا أي ما يعادل ثلاثة وعشرين مليون دينار بحريني وبالمنطق هذا المبلغ يكفي لعمل مدينتين رياضيتين وكل مدينة اعملوا فيها بركة سباحة كبيرة علشان بالمنطق الله يستر علينا وعليكم
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 963 - الإثنين 25 أبريل 2005م الموافق 16 ربيع الاول 1426هـ