بدأ عهد جديد في الإكوادور عقب احتجاجات وتظاهرات أسقطت خمسة قتلى واشتباكات عنيفة وقعت بين قوات الأمن وأفراد الشعب للتنديد بقرار الرئيس المخلوع لوسيو غوتيريز بعزل قضاة المحكمة العليا البالغ عددهم 31 قاضيا وتعيين بديلين عنهم لفسح المجال أمام إسقاط تهم الفساد المنسوبة للرئيس السابق عبدالله بوكرم الذي هو حليف غوتيريز والمدعو بـ "المجنون" في بلاده والذي عاد من منفاه في بنما بعد العفو عنه.

تلك الاحتجاجات غطت شوارع المدن والعاصمة كيتو فيما انطلقت دعوات تطالب باستقالة الرئيس احتجاجا على قراره بحل المحكمة العليا، وإذا بقرار من البرلمان يتخذ بغالبية 60 صوتا من مجموع 62 عضوا حضروا جلسة البرلمان، يدعون إلى إقالة غوتيريز وتعيين نائبه الفريدو بالاسيو خليفة له في سدة الحكم والذي هو ذو علاقات وثيقة مع أميركا حسبما صرحت به وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس خلال جولتها الأوروبية لحضور اجتماع وزراء خارجية "الناتو" في عاصمة ليتوانيا فيلنوس. وقالت رايس: "لنا علاقات مع الحكومة الجديدة في الإكوادور بقيادة نائب الرئيس السابق الذي صار رئيسا جديدا للبلاد، ونحن نطلب من كل شخص ببساطة أن يلتزم الهدوء".

من موقع شرق أوروبا وعلى مقربة من حدود روسيا أعلنت رايس عن مواقع الديكتاتورية التي تستوجب تأسيس مد ثوري ديمقراطي يتجه نحو روسيا البيضاء وخصوصا مع نجاح موجة الثورات التي انطلقت بدءا من "الثورة الوردية" في جورجيا و"البرتقالية" في أوكرانيا حتى "السوسن" في قرغيزستان.

ومع انقشاع عصر السوفيات أخذت تلوح في أفق قارات العالم موجة جديدة من "الهيجان الديمقراطي" على غرار تلك الثورات التي ربما تمتد حتى غرب الأطلسي وعلى ضفاف الجهة الجنوبية من أميركا اللاتينية وخصوصا مع نجاح ثورة الإكوادور التي ربما تشكل بارقة أمل لأميركا وفرصة لمتابعة مبادرة التغيير الديمقراطي لأجل الوصول حتى فنزويلا وكوبا على أنقاض المد الشيوعي، يا ترى هل ستكسب واشنطن وتفوز بالرهان؟ فلننتظر