العدد 963 - الإثنين 25 أبريل 2005م الموافق 16 ربيع الاول 1426هـ

الأنامل الطلابية تبدع في المهرجان الإعلامي الأول

بتنظيم من قسم الإعلام والسياحة والفنون بجامعة البحرين

افتتحت رئيسة جامعة البحرين الشيخة مريم بنت حسن آل خليفة المهرجان السنوي الأول لقسم الإعلام والسياحة والفنون صباح أمس "الاثنين" بمقر الجامعة بالصخير بحضور وكيل وزارة الاعلام وأعضاء مجلسي الشورى والنواب والعاملين في الحقل الإعلامي بالمملكة.

وتحدث عميد كلية الاداب ابراهيم غلوم في افتتاح الحفل قائلا "في هذا المهرجان السنوي الأول الذي ينظمه قسم الإعلام والسياحة والفنون بكلية الآداب، نراهن على مسألة أساسية وهي أن ندمج طلابنا في محك الإبداع، وفي صميم عمليات الإنتاج والممارسة الحرة، والمنفتحة، وقد هيأنا لذلك برنامجا يتسم بالزخم والثراء وينفتح على مختلف فنون وعلوم الإعلام، وجعلناه يرتكز على محاور أساسية وهي: إنتاج مواد إعلامية وممارسة أنشطة إعلامية وثقافية وإبداعية، والدخول في ورش عمل مختلفة تؤهل للتنافس في المجالات المطروحة للمسابقة والجوائز، وهذه كلها تعبر عن بيئة متكاملة من العمل، والحافز على العمل، والمكافأة والتقييم للعمل".

وأكد غلوم أن هذا المهرجان يجب أن يكون نقطة البدء نحو مزيد من الابداع للطلبة بقوله "أرى أن الرهان وحده غير كاف ما لم تعد له الأجواء المناسبة والمواتية لإقبال أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات على التنافس والاندماج والمشاركة بفاعلية منتجه في جميع مجالات المهرجان، ومن أجل ذلك فإني آمل أن يحظى المهرجان بالاهتمام الإعلامي المطلوب، وأن يغتنم الأساتذة فرصتهم في توجيه طلابهم نحو الإنتاج المبدع كي يستمتعوا بمشاهدة المحصلة النهائية لما يخططون ويوسعون، أما العنصر الأهم فهم الطلاب والطالبات الذين سيكونون العنصر الدينامي الأساسي لهذا المهرجان".

وأضاف "ان ما آمله بالفعل هو أن يتمكن هذا المهرجان من تأسيس فاعلية ثقافية وإعلامية للجسم الطلابي، لا في كلية الآداب وحدها، وإنما في الجامعة بأسرها، وأن يتخذ الطلاب من هذا المهرجان منبرا إبداعيا لإنتاجهم وأفكارهم لينطلقوا ويخوضوا التجربة التي تكشف عن إمكاناتهم الخلاقة".

فيما قال منسق عام المهرجان عوض هاشم في تصريحه لـ "الوسط": "ان هذا المهرجان الاول من نوعه الذي يقام في الجامعة اتى ليجسد ارادة الفعل والممارسة العملية المبدعة لطلاب قسم الاعلام، وتحويل ما يتعلمونه على مقاعد الدراسة الى مشروعات اعلامية قابلة للتنفيذ في الوسائط الاعلامية الجماهيرية، سواء كانت مشروع صحافة أو اذاعة أو تلفزيون أو سياحة أو فنون وغيرها".

وأضاف "ولهذا كان شعار المهرجان "نحو انتاج اعلامي افضل"، فالانتاج هي كلمة السر واتقان الانتاج هي الهدف والغاية التي تحول الطالب الى منتج وليس مستهلك فقط". مشيرا الى أن أحد أهداف المهرجان ربط الطلبة بواقع سوق العمل الاعلامي في المملكة، و والتواصل مع المجتمع المحلي لتوفير فرص امام طلبة القسم في التوظيف في المؤسسات الاعلامية المختلفة".

وعن فعاليات المهرجان قال هاشم "ان فعاليات المهرجان تشمل المعارض الطلابية والورش التدريبية والندوات العامة وحفلتي الافتتاح والختام، وتقوم جلها على اتفاق طلاب القسم اعدادا وتنظيما وانتاجا، وهذه هي رسالتنا التي نهدف اليها من خلال اقامة هذا المهرجان" ويشارك في المهرجان اكثر من 150 طالبا من طلبة قسم الاعلام، كما ان معظم اساتذة القسم يشاركون فيه أيضا.

ويشتمل المهرجان على حزمة متنوعة من الفعاليات والانشطة التي تتوزع بين المعارض الطلابية في مجالات الصحافة والفنون والعلاقات العامة والانتاج الاذاعي والتلفزيوني والملتيميديا والسياحة، وستعرض الاعمال المتميزة مع رصد جوائز تشجيعية لافضلها. وسيحتوي المهرجان على ست ورش تدريبية في الفنون الاعلامية المختلفة بالاضافة الى ورشة في السياحة وثلاث ندوات رئيسية ستدور حول الاعلام، والممارسة البرلمانية، والديمقراطية، وندوة عن تقييم تجربة جريدة صوت الجامعة، وحوار مفتوح مع عميد كلية الآداب.

الى ذلك اشار رئيس قسم الاعلام والسياحة والفنون حسام رفاعي الى ان الهدف الذي يرنو اليه القسم من اقامة المهرجان الاول قائلا "تأتي فكرة تنظيم المهرجان السنوي الأول لقسم الإعلام انطلاقا من اقتناع القسم بحتمية عدم اقتصار نشاطه التفاعلي مع الطلاب على القوالب الأكاديمية التقليدية والحاجة الملحة لدمج طلاب القسم في أنشطة متعددة نابعة من خلفية أكاديمية ولكنها تتيح للطالب قدرا كبيرا من حرية المشاركة والإبداع. ولما كانت الممارسة العملية للإعلام والسياحة والفنون هي المحك الرئيسي للتدريب الميداني، فإن فكرة تنظيم مهرجان سنوي للقسم جاءت لتمنح الفرصة لاستخراج الطاقات الطلابية وخلق بيئة مواتية للتدريب والمشاركة الطلابية وفي الوقت نفسه منح فرصة ترويجية لخريجي القسم في سوق العمل وكلنا أمل في قسم الإعلام والسياحة والفنون أن تنجح هذه الانطلاقة الأولى للمهرجان وأن تتحول إلى فعالية سنوية منتظمة".

وبدا المهرجان المقام في الحرم الجامعي مكتظا بالطلبة الذين حضروا من كليات الجامعة كافة للاطلاع على الأنشطة والندوات والمسرحيات المصاحبة للمهرجان، إذ شهد اليوم الأول من المهرجان تنظيم عدد من الورش في مجالات الصحافة والإذاعة والتلفزيون والوسائط المتعددة والعلاقات العامة والسياحة والفنون، ففي التاسعة صباحا نظمت ورشة بعنوان "ثقافة الصورة الإعلانية" قدمها الأكاديمي في القسم المعز بن مسعود متضمنة تأثير الصورة الإعلانية في سلوك المشاهد، ومدى دور الثقافة السيميائية "الإيحائية" لذلك المشاهد في بلورة سلوكه الشرائي.

ويتحدث محاضر الورشة المعز بن مسعود محللا الأهداف العلمية للورشة "نعيش اليوم تهافتا كبيرا من قبل المعلنين على التلفزيون كمروج فعال للمضمون الإعلاني ووسيلة سريعة الأثر والنتيجة، فإمكان استخدام كل من الصوت والصورة في التلفزيون يفضي الى شعور المشاهد بالمشاركة وتقريب عالم الواقع إليه ووجود اتصال مباشر بينه وبين المعلن، ما يؤدي الى خلق علاقة مشاركة وجدانية وإحداث تأثير متفاوت في الفرد".

وأضاف "فإذا ما نظرنا الى الصورة كأداة فاتنة شديدة التأثير تتسلل الى ذهن المتلقي بخفة وسرعة من دون أن يبذل مجهودا كبيرا في استقبالها، فكيف لنا أن نحدد مدى براءة المضمون الإعلاني الذي تسعى الصورة التلفزيونية الى ترويجه، وهل لنا أن نتحدث فعلا عن تمكن المشاهد من ثقافة سيميائية يستطيع من خلالها تحليل الصورة الإعلانية التلفزيونية تحليلا ناقدا بعيدا عن التقبل السلبي".

كما نظمت ورشة أخرى بعنوان "إدارة الندوات والبرامج التلفزيونية". ويؤكد محاضر الورشة الأكاديمي عبدالناصر فتح الله أن هذه الورشة تسعى الى مد الطالب بالأسس المبدئية والإجراءات العلمية لإعداد وإدارة الحوار التلفزيوني.

ويعقب فتح الله على ذلك قائلا "إن كل لحظة اتصالية هي لحظة حوار مع الذات أو مع الآخر و يبنى الإنتاج التلفزيوني في جزء كبير منه على جنس المقابلة سواء بغرض الحصول على المعلومة الاخبارية أو تفسير ظاهرة ما أو التعليق على حادث معين. فالمقابلة حوار منظم يستدعي اعتماد جملة من التقنيات الاحترافية لجعله وسيلة تحقق الغرض الاتصالي المرجو. تسعى الورشة الى مد الطالب الإعلامي بالأسس المبدئية و الإجراءات العملية لإعداد و إدارة الحوار التلفزيوني".

أما الورشة الثالثة التي جاءت بعنوان "قواعد تصميم الصفحة الرئيسية للجريدة الالكترونية" فيقول المسئول عن تقديم الورشة الأكاديمي حاتم الصريدي: "تهدف ورشة الوسائط المتعددة إلى تنمية روح المنافسة بين طلاب التخصص في إطار ما تمت دراسته من مقررات في مجال إنتاج الوسائط المتعددة والإعلام الرقمي... يتمثل موضوع الورشة في تصميم الصفحة الرئيسية "HomePage" لموقع صحيفة صوت الجامعة الإلكتروني.. وذلك بمشاركة 12 طالبا وطالبة من التخصص ذاته. وستتشكل على إثر هذه الورشة لجنة من أساتذة تخصص الوسائط المتعددة لتختار أفضل 3 أعمال متميزة من بين الأعمال المقدمة من قبل الطلاب المشاركين". كما أقيمت مسرحية "حنظلة" وهي مسرحية شعبية أعدها طلاب القسم.

ويهدف المهرجان الذي سيتواصل في اليوم وغدا إلى خلق فرصة للتنافس الشريف بين الطلاب في مضمار الأنشطة الإبداعية المختلفة وحفز المتميزين بالتشجيع والرعاية على عرض الإنتاج الطلابي بجميع أشكاله وأنواعه على قطاعات المجتمع ذات العلاقة من خلال دعوة ممثلين عن هذه القطاعات للإطلاع والمشاركة في فعاليات المهرجان، صقل مهارات طلاب القسم من خلال المشاركة الفاعلة واعتماد الرئيس على العناصر الطلابية في مختلف مراحل الإعداد والتنفيذ للمهرجان، الترويج لقسم الإعلام والسياحة والفنون على الساحة المحلية ومد جسور التعاون بين القسم والمجتمع المحلي بما يعود بالنفع على مخرجات القسم في كل التخصصات، كما سترصد جوائز مالية وشهادات تقديرية للورش والفعاليات المتميزة.

ويقول الطالب في قسم الاعلام محمد عباس ان "المهرجان يعد فرصة حقيقية وربما الاولى من نوعها التي تتوافر لطلبة قسم الاعلام في جامعة البحرين لتحويل ما يدرسونه من نظريات على مقاعد الدراسة الى انجازات عملية ومشروعات ملموسة، كما يحسب للمهرجان انه اعتمد اعتمادا شبه كلي على طلبة القسم باشراف اساتذتهم، سواء على مستوى الاعداد او التنظيم او حتى على مستوى الانشطة والفعاليات المنضوية تحت المهرجان".

بينما تؤكد زميلته خديجة علي ان "نجاح المهرجان مرهون بقدرة اساتذة القسم والكثير منهم كوادر اعلامية متميزة وعليهم ان يشكلوا من هذه الفعالية بداية موفقة لربط المواد الاكاديمية باحتياجات السوق الاعلامية في البحرين "..." فعندما يشعر الطلبة بهذا الاحساس سيجعلهم مؤهلين نفسيا واكاديميا لبذل المزيد من الجهد والمثابرة للوصول الى عتبة الحلم المستقبلي الذي ينشدونه".

قسم الإعلام هل... يتحول إلى كلية مستقبلا؟

بدأت دراسة الاعلام في جامعة البحرين على هيئة برنامج مبدئي في قسم الدراسات العامة في العام الجامعي 1997 - 1998 الى ان تم في العام 1999 انشاء قسم الاعلام والسياحة والفنون الذي اصبح يقدم برنامجي بكالوريوس في الاعلام والعلاقات العامة، وفي السياحة اضافة الى عدد من المقررات الاخيارية في الفنون.وشهد العام الجامعي 2001 - 2002 انطلاقة جديدة للقسم، اذ تم اعداد صوغ جديد للبرامج الاكاديمية للقسم. وتزامن هذا الميلاد الجديد للقسم مع تفعيل الجانب العملي بصورة كبيرة وهو ما كانت تفتقده الخطة القديمة مع توافر كل الاجهزة والتقنيات الحديثة، والهيئة التدريسية المكتملة ليسلك مسلكا اكاديميا مرتكزا على التطوير والتحديث ومواكبة العصر الرقمي وفقا للامانات والموارد المتاحة. وسيشهد القسم نقلة نوعية كبيرة عند افتتاح مركز تسهيلات البحرين للاعلام في الاشهر المقبلة. ويأتي هذا المركز الاعلامي تلبية لحاجة القسم للتواصل مع الخبرات المتقدمة والمستجدات المتابعة في المجال الاعلامي، وسيسهم المركز في تطوير مستوى اداء الطلبة، وتدريب الكفاءات الاعلامية التي تحتاج اليها السوق الاعلامية البحرينية، ومن المتوقع أيضا ان يصبح مركزا للتدريب على مستوى المملكة، وسيشتمل على مسرح واستوديو تلفزيوني ومحطة اذاعية طلابية وقاعة سينما ومختبر للوسائط المتعددة، ومختبر للتصوير وصالة لتحرير الاخبار. ولا يخفي الكثير من اساتذة وطلبة القسم رغبتهم بتحويله الى كلية للاعلام بمواصفات أكاديمية معتمدة دوليا

العدد 963 - الإثنين 25 أبريل 2005م الموافق 16 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً