انتقد مثقفون وفنانون أميركيون تدخل أجهزة الأمن السرية الأميركية في أنشطة ثقافية، اذ اعتبروا ذلك يأتي في سياق حملة ضد حرية التعبير التي يكفلها التعديل الأول للدستور الأميركي. اذ قام اثنان من رجال المخابرات الأميركية بزيارة معرض للفن السياسي في غلاس كيرتين غاليري بكلية كولومبيا الأميركية بعنوان "محور الشر: التاريخ السري للخطيئة" اذ التقطا صورا لبعض القطع الفنية المعروضة بما في ذلك لوحة "قانون الوطنية" التي تظهر صورة الرئيس جورج بوش على طابع بريد غير حقيقي بقيمة 37 سنتا مع مسدس موجه إلى رأسه. واستفسر رجلا المخابرات ما الذي عناه الفنانون بعملهم، وطلبا من مديرة المعرض كارول براون تقديم أسماء وأرقام هواتف كل الفنانين كما طلبا الاستماع من راعي المعرض مايكل هيرنانديز ديلونا خلال 24 ساعة. وقالت براون "إنهما أرادا أن يتأكدا أن الأمر ليس أكثر من مجرد بيان".

وهذه ليست أول مرة يواجه فيها هيرنانديز نزاعا مع المخابرات السرية الفيدرالية الأميركية عن طابع مزيف. ففي العام 2001 قالت سلطات الأمن الأميركية إنها اشتبهت في أنه كان وراء طابع بريد مزيف يحمل صورة جمجمة سوداء وعظمتين متقاطتعتين وكلمة أنثراكس. وارسل ذلك الطابع بالبريد أثناء فترة الخوف من أنثراكس "الجمرة الخبيثة".

ويقدم معرض كولومبيا 47 فنانا من 11 بلدا، ويصور زعماء دينيون وسياسيون أقوياء على مستوى العالم على طوابع بريد، وأحد هذه الطوابع يدعى "المواطن جون أشكروفت" "وزير العدل الأميركي السابق" يظهر وجه أشكروفت مكونا من صور لأجساد عارية في سجن أبوغريب في العراق. وهناك لوحة أخرى تقول "لقد رأيتها في فيلم سينمائي تبدو كنجم ستيفن سيغال" وهي تظهر سلسلة من الصور لطائرة تضرب ثم تتحطم في برج سيرز في مدينة شيكاغو وتنتهي في سماء المدينة من دون برج. وزار رجلا المخابرات المعرض مرة ثانية يوم الجمعة الماضي وطلبا معلومات عن كيفية الاتصال بالفنان شيكاغو هيرناندنير الذي أوجد لوحة بوش وقالت براون إن هيرنانديز لا يمكن الاتصال به من أجل التعليق على اللوحة. وأضافت براون في حديث مع صحيفة "شيكاغو صن تايمز" إن المعرض ليس لديه معلومات لأنه مكون من فنانين مستقلين وليس مرتبطا بالكلية بمن فيهم هيرنانديز، وهو فنان من شيكاغو الذي لم ينظم المعرض فحسب بل له أيضا أعمال فنية. وأحالت براون رجل المخابرات السرية إلى المحامين الذين يمثلون الفنانين. وقال ناطق باسم المخابرات السرية براندون بريغفورث إنه لا يستطيع الخوض في التفاصيل عن زيارة رجلي المخابرات للمعرض الأسبوع الماضي وقال "إننا نقوم ببعض الاستفسارات بشأن المعرض ونقوم بتفحصه" وقالت الناطقة باسم كلية كولومبيا ميكي ليفنتثال "نحن مدرسة فن وإن موقفنا كان دائما ولا يزال تأييد حرية التعبير وحرية التعبير الفني والحرية الأكاديمية".

وقال هيرنانديز إن أي تدخل حكومي قد يقترب من الدوس على التعديل الأول الخاص بالحقوق المدنية والدستورية وأضاف "إنه يخيفني... كفنان وكراعي للمعرض، إننا الآن خاضعون للمراقبة... إنه عالم جديد... إنه عالم الأخ الأكبر "الحكومة" وأعتقد أنه أمر مرعب بالنسبة إلى أي فنان يريد أن يخرج بفن يتصف بالحدة"