العدد 963 - الإثنين 25 أبريل 2005م الموافق 16 ربيع الاول 1426هـ

مدارات ثقافية

الدار البيضاء تحضر أسوة بالمدن المغربية

الرباط - المصطفى العسري على رغم أنها تعتبر أكبر المدن المغربية من الناحية السكانية، وأهمها على الصعيد الاقتصادي باعتبارها عاصمة المال والأعمال، فإن الدار البيضاء كانت آخر المدن المغربية التي تنظم بها مهرجانات فنية وثقافية خاصة بها، تضاف إلى مهرجانات أغادير ومراكش والرباط، وإلى كبريات مهرجانات المدن العربية.

فقد أعلن أخيرا أن مدينة الدار البيضاء تستعد لتنظيم مهرجانها الثقافي الأول الذي سيجعل العاصمة الاقتصادية - بحسب المنظمين - تعيش من 16 إلى 23 يوليو/ تموز المقبل لحظات من المتعة الثقافية والفنية، اذ ستكشف المدينة لمدة أسبوع عن هويتها الحقيقية كمدينة متعددة الجنسيات، صناعية، ساحلية، فكرية، وإنسانية تتميز بشخصيتها وسحرها وجمال بنيانها.

ويهدف هذا المهرجان المنظم بمبادرة من جمعية منتدى الدار البيضاء وبشراكة عمودية المدينة إلى إرساء وإنعاش ثقافة قائمة على قيم التسامح والتبادل والتضامن والمواطنة حتى يتأتى للدار البيضاء تكريس وتأبيد هويتها المتفردة كمدينة ساحرة وديناميكية.

واعتبر المنظمون في مؤتمر صحافي بالدار البيضاء أن برنامج هذه التظاهرة سيتوزع بمجموعة من المواقع من شمال المدينة إلى جنوبها من شاطئ للامريم والمنارة بضاحية العنق إلى الأحياء المحيطية "التي تطل على الأطلسي" كملعب سيدي البرنوصي، مرورا من وسط المدينة بساحة الراشيدي ومواقع أخرى على الهواء الطلق منها حديقتا لارميطاج والإيسسكو.

وستشارك في إحياء هذه التظاهرة مجموعة من الفرق المغربية وفنانون ومبدعون من إفريقيا وفرنسا وأميركا والعالم العربي، من بينهم الفنان تيكان جاي فاكولي "الريكي" من ساحل العاج، والفنان وايكلف جين "هيب هوب"، وفرقة هوبا هوبا سبيريت "الروك"، والفنانة الجزائرية ريميتي، واللبنانية إليسا.

وسيتميز حفل الافتتاح باستعراض تجولي ضخم من خلال مشهد ناري وضوئي بوسط المدينة تقدمه الفرقة الفرنسية "أوبوزيتو" بشراكة مع أربعين من الممثلين الهزليين المغاربة اذ سينجز الراقصون، الممثلون وصناع الأسهم النارية رقصة رمزية بالصوت والنار.

ويتضمن برنامج المهرجان حوالي أربعين حفلة موسيقية وستين عرضا للأفلام منها عروض أولية وأفلام للأطفال وسينما لمؤلفين وسينما مغربية ومعارض فنية ومشاهد على الهواء الطلق تجذب المشاهدين من مختلف الأعمار، بالإضافة إلى الفيلم الأميركي "كازا بلانكا" - اسم المدينة بالإسبانية - الذي صور بالدار البيضاء في فترة أربعينات القرن الماضي.

وكباقي النشاطات الأخرى للمهرجان، فإن الفن الحضري سيكون حاضرا في الدورة الأولى من هذه التظاهرة وسيتجسد عبر تعابير فنية منها رسوم فنية وفوتوغرافية وسينما توغرافية ومعارض فوتوغرافية.

وفي ورقة تقديمية بالمناسبة، اعتبر محمد الظريف حاكم جهة الدار البيضاء الكبرى أن هذه التظاهرة تروم خلق وتقويم فرص التعبير بين كل المواهب والطاقات المتعددة المشارب والميولات ومد جسور التواصل بين كل الفئات والآفاق. وأضاف أن من بين أهداف هذا المهرجان تشجيع وترسيخ ثقافة راشدة تنبني على فلسفة التسامح وقيم التضامن وروح المواطنة بغية تمكين المدينة من تعزيز وتخليد هويتها كمدينة متعددة الأوجه، عصرية، أسطورية ونشيطة.

من جهته اعتبر عمدة مدينة الدار البيضاء محمد ساجد أن من شأن المهرجان أن يشكل ركيزة للتقدم تساهم في بلورة مشروع متواصل لتطوير المدينة وتنمية إمكاناتها، وأضاف "ان المهرجان سيشكل فضاء رحبا يدعو كل سكنة البيضاوية إلى تبنيه والانخراط فيه خدمة لهذه المدينة النشيطة التي تزخر بطاقات ومقومات ذاتية من شأنها أن تحقق كل الآمال والتطلعات"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً