يبدو المشهد المصري مثيرا جدا، إذ اشتدت حركة المطالبة بالتغيير، كما كان لافتا خروج الرئيس المصري في مقابلة تلفزيونية تبث على ثلاث حلقات، بعد مدة من إعلانه تعديل المادة "76" من الدستور المصري، إذ يحق لأكثر من مترشح خوض انتخابات الرئاسة.
مصر الدولة العربية الأقوى التي رفعت صوتها ضد شعار الإصلاح من الخارج، وانضمت إليها الدول العربية الأخرى، لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، إذ تأثر الكثير من المعارضين بهذا الشعار، وبدأوا في تحرك جاد لإصلاح الأوضاع جذريا، ومن بينهم يبرز دور رئيس حزب الغد أيمن نور، الذي اعتقل بعد 89 يوما من إعلانه تشكيل الحزب، الذي يضم شخصيات أكاديمية ومثقفة، وتصل نسبة الأقباط فيه إلى 30 في المئة.
نور حصل على دعم قوي من الاتحاد الأوروبي، وألغت كوندليزا رايس زيارتها لمصر بسبب اعتقاله، وأفرج عنه بسرعة، ويطالب بتغيير 209 مواد من مواد الدستور، ما يعني طرحه دستورا جديدا، وتطرح الصحيفة الأسبوعية للحزب مانشيتات جريئة جدا، من بينها صورة كبيرة لكبار الساسة على الصفحة الأولى، وفوقها مانشيت: "هؤلاء يتحكمون في مصر منذ ثلاثين عاما". الحزب متهم بالدعم الأميركي وهو ينكر ذلك، ويجول نور الآن بين الأقاليم المصرية للترويج لحزبه، مع ملاحظة رفض زعيم الإخوان مهدي عاكف عروضا أميركية للحوار مع جماعته، وإعلانه تأييده لترشح مبارك للرئاسة. ما يحدث يجعل المراقب يتساءل: ماذا لو حدث التغيير هناك، وكيف سيكون تأثيره على الأنظمة العربية الممانعة للإصلاح والمكتفية بإضافة بعض المكياج؟ وسيتساءل عن الحاجة إلى شخص مثل أيمن نور وحزبه للمساهمة في قيادة التغيير، وهل يتعارض هذا مع المبادئ التي قال عاكف إنه يتمسك بها، أم انها السبيل الوحيد لإقناع الأنظمة بالإصلاح الحقيقي؟
العدد 962 - الأحد 24 أبريل 2005م الموافق 15 ربيع الاول 1426هـ