هذه الأيام بدأت المملكة العربية السعودية تكمل لباس وشاح عرسها الديمقراطية عبر الانتخابات البلدية ولا شك في أن هذه خطوات ديمقراطية لم يعهدها المواطن السعودي ولكنها في الحقيقة لا تخلو من دلالات جميلة وإضاءات ديمقراطية بدأت تضيء بعض مواضع المملكة.
صناديق الاقتراع هي البديل الأفضل لحلم أي مواطن يطمح في الدولة العصرية. المال له دور... الحداثة لها دور ولكن للديمقراطية مذاقا آخر ولاشك في أن ذلك سيكون محرجا لأية أصوات ارتفعت منددة بالمملكة. هناك من لن تعجبه هذه الخطوات بحجة أنها ضعيفة وغير مجدية وأنها مجرد ديكور ديمقراطي لن يقدم ولن يؤخر. هذا التحليل التشاؤمي لا ينفع أحدا، دائما القاعدة تقول شيء أفضل من لا شيء وسياسة الخطوة خطوة مدعومة بالعقل والاتزان والدفع للأمام أفضل ألف مرة من انتظار قطار التغيير سنين طويلة من دون أي تغيير. شعرت بالارتياح وأنا أشاهد المواطنين السعوديين وهم يدلون بأصواتهم عبر صناديق الاقتراع وقبل شهرين تقريبا دعيت من قبل أحد المرشحين للانتخابات البلدية لإلقاء كلمة في السعودية.
جلست في الخيمة الانتخابية وكان هناك عدد كبير من المواطنين وتبادلت مع الحاضرين عبر النقاش الذي تم بعد إلقاء المحاضرة عددا كبيرا من القضايا الديمقراطية والأفكار. شعرت من خلال الأسئلة أن هناك عددا كبيرا من المواطنين السعوديين متفائلون لمستقبل مشرق وذلك لا يكون إلا بالتفاؤل والعمل السلمي الرزين وفق القانون.
الصداقة المتينة والعلاقات التاريخية التي تجمعنا مع المملكة شعبا وحكومة تفرض علينا أن نتعاطى مع المملكة بروح متعاونة جراء ما يقع عليها من هجمات عنف، ولابد أن نرسل رسائل مهمة بين الفينة والأخرى نجدد فيها وقوفنا مع المملكة مع دعواتنا الصادقة بأن لا يصيبها أي مكروه ويجب أن نشجع أية خطوة ديمقراطية قد تعمل على فتح آفاق جديدة لحياة التسامح والسلم تماما كما يحدث اليوم من خطوات مهمة في الانتخابات البلدية.
إن الأسلوب السلمي هو الكفيل لتحقيق المطالب الديمقراطية وأي عنف لا يزيد المجتمع أو الوضع العربي إلا مزيدا من التراجع والتأخر، ولاشك في أن "إسرائيل" تحاول جاهدة إضعاف أية دولة إقليمية تمثل ثقلا في المنطقة خصوصا إذا كانت بحجم المملكة.
إن الانتخابات البلدية هي خطوة في الاتجاه الصحيح ونتمنى أن تكون خطوة نحو مستقبل أكثر إشراقا
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 961 - السبت 23 أبريل 2005م الموافق 14 ربيع الاول 1426هـ