لـ "مونتسيكيو" كلمة تلخص كثيرا بعض ما نرصده وتعج به حياة كثير من الأمم والشعوب من ابتلاءات بالجملة. .. ملخص الابتلاء/الكلمة: "الطاغية ذلك الذي يقطع الشجرة كي يقطف الثمرة". وكثيرون هم اولئك الذين يعمدون الى تحقيق مآربهم وغاياتهم المريضة وإن جاءت على حساب كثيرين، وإن تحققت بعد ان تخلف وراءها أكواما من المظالم التي لها بداية، ولكن من العسير ان تكون لها نهاية.

ومثلما يعمد أمراء الحروب لإحراق أوطان في سبيل أن يشعلوا سيجارة، يعمد بعض المحسوبين على المهن- وخصوصا المهن المرتبطة بالكلمة والأمانة في التعاطي مع قضايا الناس ومشكلاتهم المتعددة بكل صدقية وأمانة - الى تجاوز كل ما يمت الى القيم بصلة في سبيل تحقيق مآرب مؤقتة وعابرة، لا تعود عليهم في نهاية المطاف إلا بمزيد من العري والانكشاف أمام ما اقترفه ضميرهم المعطل وانسانيتهم الموجلة!!!

التنادي وبحمية يعلم الجميع انها مصطنعة وليست من سنخ نفسياتهم أو توجهاتهم، هو في حقيقة الأمر انتهاك لها، واستنفار في الوقت الضائع، وفزعة لن تنطلي إلا على السذج وما أكثرهم في زمن عربي رديء، اذ سرعان ما تتضح حقيقة تلك الفزعة في صور وأشكال متعددة، أولها ان الذئاب والمطعونين في كرامتهم وانسانيتهم بتجاوزهم على حقوق الآخرين هم آخر من يحق لهم فتح أفواههم، لذلك فليعمدوا الى التراب، ويملأوا افواههم منه