العدد 961 - السبت 23 أبريل 2005م الموافق 14 ربيع الاول 1426هـ

"قلعة البحرين" و"نصب النخيل"... الإخلاص وحب الوطن

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الاستعدادات الاحتفالية في "قلعة البحرين" بدأت تظهر آثارها، وقرية "القلعة" المكونة من 28 منزلا تحولت بين ليلة وضحاها إلى قرية سياحية. جدران المنازل تحولت إلى جداريات فنية في غاية الجمال، وجدران موقف السيارات تحولت إلى متحف من الرسومات والفنون التي أنتجتها إبداعات جميلة.

الفنانون مشغولون بالرسم، والناس بدأوا يتجهون نحو قلعة البحرين بعد أن رصف الشارع المؤدي إليها وعلقت اللائحات التي تدل السائق نحو الموقع الأثري الذي يحمل معه نحو خمسة آلاف سنة من تاريخ البحرين.

الاحتفالية ستنعقد في 27 من الشهر الجاري بعد أن تأخرت عن موعدها الأصلي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وهي بمناسبة مرور خمسين عاما على اكتشاف بعثة التنقيبات الدنماركية حضارة دلمون التي لم تكن معروفة بالشكل الذي نعرفه الآن.

حتى السبعينات كانت القلعة يطلق عليها "قلعة البرتغال"، لأن الاحتلال البرتغالي للبحرين "ما بين 1521 و1602م" استخدمها مركزا لحكمه. ولكن التنقيبات تقول لنا إن هذه القلعة تتكون من عدة قلاع ترتبط بآلاف السنين منذ بداية حضارة دلمون.

الفنانون أبدعوا كثيرا، وكل واحد منهم خط بيده رسومات وقطعا فنية ترتبط بتراث البحرين، وأهالي قرية القلعة وجدوا أنفسهم في وسط منطقة تزدحم بشيء جديد وجميل ولم يتأخروا في المشاركة مع مسئولي وزارة الاعلام والناشطين من الجمعيات الفنية.

جمعية المرسم الحسيني تبرز مرة أخرى لتشارك - بصورة طوعية - في تجميل صورة البحرين، ولكن ما يحز في نفوسهم ونفوسنا، أنهم وعلى رغم كل ما يقدمونه إلى البحرين مازالت الحكومة "ممثلة حاليا في وزارة الشئون الاجتماعية" لم تشهر جمعيتهم. ويعتبر عدم إشهار الجمعية في الجريدة الرسمية لغزا محيرا، لأن وزارة العمل والشئون الاجتماعية أعلنت قبل سنة ونصف السنة تقريبا أنها اعترفت بالجمعية.

علماء الآثار الدنماركيون والفرنسيون والبريطانيون وغيرهم سيقدمون إلى البحرين، وهؤلاء العلماء لديهم منزل قريب من قلعة البحرين يستخدمونه منذ سنوات عندما كانوا يعملون في التنقيب. وهؤلاء فرحتهم ستكتمل فيما لو وافقت اليونيسكو على تسجيل القلعة في سجل التراث العالمي. فكل هذه الأنشطة تسبق قدوم وفد من اليونيسكو في منتصف العام لتقييم القلعة ورفع توصية - إذا اقتنعوا بما تم تحقيقه إلى حد الآن - بشأن تسجيل القلعة في سجل التراث الإنساني.

المنطقة بدأت تتغير، وهذا يثبت ما قاله علماء الآثار والبيئة من أن البحرين لديها المؤهلات أفضل من غيرها فيما لو غيرت سياساتها وبدأت تهتم بالثروات المتوافرة بين أيديها. المناطق المحيطة بالقلعة يمكن تحويلها من مناطق مدقعة في الفقر إلى أجمل ما يمكن زيارته في البحرين. فهذه المناطق الفقيرة جدا تقع بالقرب من أهم منطقة للتسوق في البحرين "ضاحية السيف"، وفيما لو واصلت الحكومة نشاطاتها وحسنت الطرق ووفرت المواقف، فإن الأسواق السياحية ستنتشر وسنبدأ عهدا جديدا يستفيد منه الناس وتستفيد منه بلادنا.

الداخلون إلى المنطقة من السيف، سيمرون على "نصب النخيل" وهو أرفع نصب في العالم تقوم جمعية الاسكافي لتجميل البحرين بتلوينه وتجهيزه للاحتفالية. وهؤلاء هم تلامذة أحمد الاسكافي الذي يدين أهالي السنابس له بالكثير من نشاطاتهم الاجتماعية التي أسسها قبل مماته في العام .1985 هذا التلوين والتجميل يقوم به شباب البحرين الذين ضحوا كثيرا من أجل بلادهم، والذين يثبتون للعالم أنهم رمز الإخلاص وحب الوطن

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 961 - السبت 23 أبريل 2005م الموافق 14 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً