لم أستطع الكتابة في موضوع يتناول التربية اليومية لانني مصابة بقرف نفسي فظيع مما يحدث لاطفال البحرين عندما يتعرضون للاغتصاب من قبل الغرباء واحيانا من أقرب الاقرباء اليهم، ولا يفكر المسئولون في تفعيل قانون حمايتهم من الأذى النفسي والجسدي الى اليوم. .. فهو موضوع على الرف وكأنه قانون لا أهمية له.
لا نجهل ما يفعله التدمير النفسي الذي يسببه اغتصاب الاطفال على نفسياتهم وتأثيره الخطير على مستقبلهم. وجميعنا يعلم أنه لا يوجد شفاء للجروح النفسية الغائرة في اعماق نفسية كل طفل يتعرض للاغتصاب. فكيف يعاقب القانون أي شخص اغتصب طفلا بسجنه سنة أو سنتين فقط؟
لا اعتقد ان من يغتصب طفلة يستحق ان يعيش لانه كالذئب البشري الذي يجد متعة في ان يمارس الجنس مع الاطفال لعقد نفسية تكونت لديه لا يعلم الا الله من اين جاءت له... لكننا يجب أن نحمي أطفالنا ونعاقب أمثال هؤلاء المجرمين باشد العقوبات لكي لا يفكر احد من هؤلاء الشاذين في ممارسة شذوذهم عليهم وتدمير راحة نفوسهم ومستقبلهم.
إن من يغتصب طفلة بريئة لا يستحق أقل من الاعدام أو الاشغال الشاقة المؤبدة لانه قضى على روح بريئة... وبدل ان يقتلها تركها تتعذب في حياتها بسبب جريمته ويتعذب بسببه طفل قد يأتي نتيجة لهذا الاغتصاب فهل يترك هذا الشخص الخطير حرا في المجتمع ينهش في المزيد من الاطفال؟
إن كل عائلة بحرينية أصبحت تخاف على فتياتها الصغيرات مادامت هذه النفوس الحقيرة تجوب الشوارع تصطاد ما تشاء من الضحايا وبعدها لا يعاقبون العقاب الذي يستحقونه بعد أن دمروا نفسيات بريئة ستظل تعاني من هذه اللحظات القاسية مدى حياتها... فكيف إذا كان هناك ضحية أخرى بسبب هذا الاغتصاب الوحشي هو الطفل الذي حملت به طفلة لا تتجاوز الثانية عشر عندما ارسلها اهلها لشراء بعض الحاجيات من احدى البرادات فإذا بوحش ينقض عليها ويغتصبها... لنتصور كم هي قاسية ومؤلمة هذه اللحظات التي عاشتها هذه الطفلة المسكينة ليلبي هذا المجرم رغباته الشهوانية المريضة... وما ذنب ذلك الطفل البريء الذي لا ذنب له حتى يتعذب في حياته بسبب ذنب لم يرتكبه لا هو ولا والدته... وحتى لو كان أبوه موجودا فكيف يزوج الأهل رجلا غريبا مريضا نفسيا لابنتهم وهي في بداية حياتها؟... ما ذنبها فيما فعل هذا الوحش الآدمي بها من دون ان تكون لها ارادة فيما ارتكبه في حقها من اجرام... ماذا يستحق مثل المجرم... إن أقل عقاب يستحقه هو الاعدام أو الاشغال الشاقة المؤبدة ليرتدع امثاله من المجرمين الذين قد يفكرون يوما في ارتكاب مثل هذه الجريمة الاخلاقية في حق طفل آخر أو طفلة أخرى... لتتحطم حياة أخرى بسبب شهوات جنسية مريضة.
ماذا حدث لمجتمعنا الآمن المسالم... لقد ازدادت الجرائم الاخلاقية بسبب عدم وجود عقوبات صارمة لمرتكبيها سواء من قضى على حياة غيره بسبب السرعة في السواقة أو من يعتدي على ابنته أو ابنه بالضرب الى حد الموت أو الاصابة بعاهة دائمة وانكسار نفسي سيظل محفورا في العقل الباطن للطفل الضحية حتى يكبر... فتتشكل نظرته لنفسه ولاهله ومجتمعه بحسب نوع ذلك الاعتداء وقسوته. فنراه يؤذي غيره لانه لم يجد الحب من ابويه فكيف يمنح حبا لا يعرفه.... أو يضرب ابنه بقسوة لانه لم يعرف وسيلة لتأديبه الا هذا الضرب القاسي فكيف يمارس غيرها... الا اذا كان محفوظا وعلم ان الضرب يكسر كرامة الطفل ويجعله قاسيا عندما يكبر على من هو أضعف منه وذليلا لمن هو أقوى منه.
أما من تم اغتصابه وبشكل متكرر وهو طفل فان نفسه تغلي بالحقد ويريد ان يذيق أية ضحية المعاناة التي شعر بها طوال حياته الى جانب ما يشعر به من تحقير لنفسه وانكسار هائل في كرامته، فنجد الكثير من الفتيات اللواتي تم اغتصابهن يتجهن الى ممارسة الدعارة... لانهن ينظرن الى نفوسهن باحتقار ولا يجدن طريقا آخر الا السير في ذلك الطريق المظلم... وخصوصا اذا وجدت عصابات تنتظر الفتيات في زوايا كثيرة منها المدارس لاغتصابهن ثم اقناعهن بهذا الامر. وتبدأ الفتاة حياة الانحراف والرذيلة باغرائها بالمال ويحدث ذلك في معظم الاحيان من دون علم أهلها... لتزايد الفقر وعدم رعاية الآباء لابنائهم وارشادهم... وهكذا تدور هذه الحلقة الكريهة التي تتدفق بالآلم والمرارة والحقد وهدم المجتمع بدل بنائه وتطوره، كيف اذا نوقف دوران هذه المآسي؟ كيف نوقف أمثال هذه الجرائم؟
ألا يتم ذلك بوضع عقوبات رادعة لحماية الاطفال من الضرب والاغتصاب وغير ذلك من انواع المعاملة القاسية للطفل التي تشوه نظرته لنفسه ولمن حوله وللحياة فيعاني طوال حياته اذ لا يدرك هذا الشخص ولا يعلم لماذا يتصرف بهذه الطريقة السلبية أو لا يتوافر لديه المال لجلسات التحليل النفسي الطويلة؟
فلماذا اذا لا نوقف هذا النزيف المؤلم الداخلي المعذب للنفس البشرية... بوضع قانون حقوق الطفل موضع التنفيذ فنقوم بتطبيقه لحماية اطفالنا من الأذى النفسي والجسدي... لماذا يتجاهله المسئولون؟ لقد تعبنا من الكتابة والكلام في الندوات والمؤتمرات خلال عدة سنوات عن مدى أهمية هذا القانون... ومدى تأثير عدم وجوده السلبي على نفوس هؤلاء الاطفال. ومع ذلك لم يفعل هذا القانون الذي ينص على عقوبات صارمة لكل من يحاول ان يعتدي عليهم نفسيا وجسديا... فمتى يحدث ذلك؟
* كاتبة بحرينية
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 960 - الجمعة 22 أبريل 2005م الموافق 13 ربيع الاول 1426هـ
حماية الاطفال
ان حماية الابناء هي انبل مهنة على الاطلاق وما اخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة لان الشرف اعظم شئ في حياة الانسان وانا اقترح كل من اغتصب البراءة لابد ان يعدم امام الملا واصحاب الغيرة هم من يقتلوه لانه العدل وهذا هو القصاص العادل والظلم لا دين له ولا طائفة هذه الانسانية لو كان كل من ظلم اخذ حقه بيده ما استفحل الباطل وانا اقترح تشكيل شرطة قظائية شعبية ويكون الحكم والتنفيد في يوم واحد وتطهر هذه الارض من الاشرار