نحيي هذه الخطوة التي دعت إليها اللجنة المنظمة لفعالية "كتاب لكل طفل" التابعة إلى مهرجان الطفل للثقافة والفنون والتي تنطلق اليوم في عدد من المدارس الحكومية في ثلاث محافظات في البلاد من أجل توزيع أكثر من ثلاثين ألف كتاب.

ان هذه الدعوة التي أطلقت احتفالا بيوم الكتاب العالمي بداية جادة لتعزيز أهمية الكتاب والقراءة والمطالعة عند الأطفال الذين انصرف غالبيتهم اليوم لاهتمامات أخرى غير الكتاب غافلين بذلك عن لذة مسك الورق والكتاب في آن واحد وهي متعة لا يمكن ان تتعزز إلا عندما نتيح لأبنائنا فرصة المطالعة والقراءة عبر المكتبات العامة أو الخاصة "المنزلية".

إن مكتباتنا العامة غالبيتها في حال لا تحسد عليها وخصوصا إذا ما قورنت بالمكتبات العامة الموجودة في دول مثل بريطانيا التي تخصص أقساما خاصة للأطفال بل ولديها معدات ووسائل شتى لإيصال المعلومات عبر الوسائط المتعددة "السمعية والبصرية" إضافة إلى لعب تنمي القدرات الذهنية ورعاية خاصة من قبل مسئولين عن المكتبات لديهم تدريب على التعامل مع الأطفال من أجل تنمية مواهب القراءة واستلهام المعلومات المتنوعة بشأن مختلف مجالات الحياة وذلك بأسلوب مشوق يناله الجميع من دون تمييز.

لذلك ترى أبناء الأثرياء والفقراء يجتمعون في كل منطقة إذ تتوزع المكتبات، وتلتزم كل بلدية بتوفير مكتبة عامة واحدة على الأقل في المنطقة التي تتولى مسئوليتها.

إن الخطوة التي اتخذتها اللجنة المنظمة لمهرجان الطفل تعد شيئا جميلا لكن لكي تكتمل وتكون ذات أثر على المدى البعيد فإن البلديات مسئولة بصورة أولية عن توفير مكتبة عامة في كل حي وفي كل قرية تماما كما هو الحال في جميع دول العالم المتقدمة وفي تلك الدول التي تتقدم بصورة سريعة مثل سنغافورة التي يستطيع فيها الطفل الصغير والرجل العجوز الوصول إلى المعلومة التي يودان الحصول عليها بكل سهولة وبدعم مباشر من الحكومة والبلديات