قال رئيس الوزراء ارييل شارون في مقابلات مع الصحف الإسرائيلية نشرت مقاطع منها أمس إن مشكلة بلاده مع العالم العربي هي أن شعوب هذه الدول تقاطعها. وأوضح شارون قائلا: "يجب علينا أن ندرك المشكلة الأساسية هي أن العالم العربي غير مستعد للاعتراف بحق الشعب اليهودي في وطن وإقامة دولة مستقلة في وطنه التاريخي".
وتابع "ليست المشكلة في توقيع اتفاق كهذا أو ذاك. وعلى رغم أننا وقعنا اتفاقات مع مصر والأردن فإن هذه الاتفاقات مع زعماء فيما الشعوب تقاطعنا. فـ "إسرائيل" غير موجودة في خرائط المدارس في مصر ولا في الأردن أيضا، على رغم أن لدينا مع الأردن أمرا هو أقرب ما يكون من التعاون الاستراتيجي".
هذه شهادة من رأس "إسرائيل" في حق الشعوب العربية بأن مقاطعتها لهذه الغدة السرطانية التي زرعت في قلب العالم العربي تؤثر فيه ويعتبرها مشكلة حقيقية بسبب عدم قبول الشعوب للمغتصب الذي أذاق ومازال يذيق الدول العربية ومن بينها فلسطين ولبنان وسورية ألوانا متعددة من الظلم. فعدم الاعتراف بـ "إسرائيل" في المناهج وفي الدوائر الرسمية واعتبار الشعوب العربية - التي تمثل القوة الحقيقية في الاعتراف من عدمه - هذا المحتل مجرد محتل لا أكثر ولا أقل، لا هوية له ولابد أن يأتي يوم يرحل فيه، يمنحنا القوة وينزل بالإسرائيليين الضعف. وعلى رغم أن هذا لا يظهر في كثير من الأحيان بسبب ضعف بعض الحكومات وبسبب قوة اليهود الظاهرة والمعروفة عالميا، فإن هناك من السياسيين والقادة العرب والمسلمين من إذا سمعته يتحدث عن العدو الإسرائيلي تشعر بأنك فعلا قوي، ولكن شريطة أن تكون واعيا لما يدور حولك ومتزنا في التعاطي مع القضايا المختلفة.
ينبغي التأكيد دوما أن "إسرائيل" هي مجرد محتل لبلدان عربية، ويجب أن يعطينا كل حقنا، ورفض محاولات التطبيع معه التي تجرى معه حاليا. ولتستمر الشعوب في إدراك أنها "قوة" ضاغطة حقيقية
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 959 - الخميس 21 أبريل 2005م الموافق 12 ربيع الاول 1426هـ