تحدث مرزوق مع صاحبه عن جمعية تجمع العبيد الذين كتب الله عليهم الذلة والمسكنة واختاروا لأنفسهم أن يكونوا عبيداً بعد أن تحررت كل الأمم والجماعات والجمعيات ولم تعد هناك سوق للنخاسة أو مهرجان للعبيد. الحوار تشعب كثيراً، وهذا جانب منه:

مرزوق: ما رأيك في جمعية للعبيد؟

صديق مرزوق: لدينا على الأقل واحدة تجمع من رضوا لأنفسهم بان يكونوا بضاعة رخيصة لمن يحلم بعودة زمن الرقيق.

مرزوق: ولكن ما الذي يدفع البعض لان يرضى لنفسه بان يباع ويشترى في سوق النخاسة بعد أن تحررت الدنيا من تجارة العبيد؟

صديق مرزوق: المشكلة أن هناك من عاش في أجواء الذل وتربى على أن يكون ذليلاً وخانعاً من أجل دراهم معدودة أو أوهام موعودة، ولذلك فإن العبودية لشخص ما تتساوى عنده مع الحرية التي وهبها الله للناس.

مرزوق: هل تقصد أن هناك من أصبح عبداً وذليلاً باختياره؟

صديق مرزوق: الأمر بين أمرين... كان هذا النوع من الناس مجبراً على ذلك في الماضي بسبب الطوارئ وأحكامها، وعندما انتهت الطوارئ أصبح مجبراً على الاستمرار، لأن من شب على شيء شاب عليه.

مرزوق: هل للعبيد في جمعيتهم أية حقوق؟

صديق مرزوق: لهم حق أن ينتموا لها من دون أن يدفعوا أية رسوم اشتراكات لأن سيدهم يدفع عنهم ويكتب عنهم ويتحدث باسمهم...

مرزوق: ولكن مقابل ماذا؟

صديق مرزوق: مقابل آمال بأن قوانين الطوارئ ستعود، وسيعود الاباطرة لاستعباد غيرهم، ولذلك من يسجل اسمه عبدا في هذا الوقت قد يحصل على فتات سيده لاحقاً.

مرزوق: ولكن ألا يعيش هؤلاء في القرن الحادي والعشرين؟

صديق مرزوق: ربما أجسامهم تعيش في القرن الحادي والعشرين، ولكن أرواحهم تتبع عالماً مظلماً ودعته الدنيا، وهم مازالوا لا يستطيعون الخروج من ظلامهم، ويحسبون أن الناس لا تعلم عنهم شيئاً وأن بإمكانهم أن يفرضوا الظلام - الذي تسبب في تحولهم إلى عبيد - على غيرهم.

مرزوق: إذاً ما هو الحل؟

صديق مرزوق: لا يوجد حل سحري، لأن الذليل باختياره يبقى ذليلاً أبد الدهر، والأفضل أن نتطمش على سوق النخاسة، ونرى كيف يورط السيد عبيده