مع اقتراب موعد الانتخابات البريطانية في الخامس من مايو/ أيار المقبل تزداد حدة المنافسة والمواجهة بين مختلف الكتل داخل بريطانيا لكسب مزيد من الأصوات التي تصب في مصلحة وكفة الجهة التي يأمل الأفراد منها تحقيق طموحاتهم في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، إذ نجد أن حزب العمال برئاسة طوني بلير وحزب المحافظين بقيادة جون هاوارد دخلا في معترك حرب حامية الوطيس بغية الفوز بأصوات الناخبين. وفي الجهة الأخرى نرى أيضا أن الناخبين أنفسهم انخرطوا في جماعات وأخذوا على عواتقهم مهمة تغليب المرشح الأقرب إلى تطلعاتهم.

بالأمس أعلنت لجنة الشئون العامة الإسلامية في بريطانيا "إمباك" للمرة الأولى التأهب وخوض معترك الحياة السياسية جماعيا لحشد أصوات الناخبين في كفة الحزب الذي يصلح وفقا لمواقفه من القضايا العربية وأبرزها الحرب على العراق وقضية الصراع العربي الإسرائيلي ومسألة القدس المحتلة، ونشطت "إمباك" بإصدار دليل استرشادي لمساعدة الناخب المسلم على اختيار نائبه، كما أصدرت كتابا يتضمن أسماء نواب مجلس العموم الذين صوتوا لصالح قرار الحرب على العراق أو ضده. واستهدفت نوابا لأجل العمل على إسقاطهم عبر إقناع المسلمين في دوائرهم بعدم التصويت لصالحهم. ومن أبرز هؤلاء وزير الخارجية جاك سترو في دائرة بلاكبيرن بشمال انجلترا التي يقطنها نحو 25 ألف ناخب مسلم يتمتعون بحق التصويت، غير أن هذا التحرك أثار حفيظة واستياء الجماعة اليهودية وأنصار "إسرائيل"، لذلك انبرت صحيفة "جويش كرونيكل" الناطقة باسم الجالية اليهودية في بريطانيا للدفاع عن النواب الذين يستهدفهم المسلمون.

وأدى هجوم "إمباك" على سترو وفضح مواقفه أمام ناخبي دائرته من المسلمين إلى اللجوء للمنبر المضاد وهو الجالية اليهودية لاتهام اللجنة بالسعي لإسقاطه في دائرته الانتخابية. تمثل خطوة اتحاد المسلمين جميعا - وهي الأولى من نوعها ونأمل لها النجاح في صد أي تحرك يهودي مضاد يهدف إلى عرقلة ذاك التوجه الساعي لترجيح مرشحين وفقا لمواقفهم في قضايا مصيرية وحتمية بالنسبة إلى المسلمين أبرزها القضية الفلسطينية ومسألة قوانين مكافحة الإرهاب - أملا يلوح بالخير نحو صلاح مصير وحدتنا المهددة بالانقراض والفناء والتي تمهد نحو انطلاقة مقبلة لحشد قوة تيار مماثل يغلب عليه المصلحة الجماعية في تقييم مصير وحدة المسلمين من قضايا الخلافات الطائفية