يؤكد غالبية الخبراء أن حزب العمال بزعامة طوني بلير سيكون قادرا، على رغم كل الفظائع التي ارتكبها، على تحقيق الفوز في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى بعد أقل من ثلاثة أسابيع. إذ كشف آخر الاستطلاعات حصول الحزب على 36 في المئة من الأصوات مقابل 33 في المئة للمحافظين و22 في المئة للأحرار الديمقراطيين. ولذلك تبدو الحملة الانتخابية البريطانية أقل إثارة. فبعد ثمانية أعوام من حكم العمال، يشعر بعض الناخبين أنهم تحرروا من وهم الحكومة. فتوقعاتهم بتحقيق تقدم ملموس على أرض الواقع لم تتحقق، ولا يزال هناك غضب كبير داخل الدوائر اليسارية وبين المسلمين في المجتمع البريطاني بشأن حرب العراق التي ازهقت مئات الآلاف من الأرواح.

واهتزت الثقة في بلير نفسه ولعبت قضية عدم العثور على أسلحة الدمار في بغداد دورا مهما في هذا التراجع. علاوة على ذلك فقد تحولت أخيرا قضية مؤامرة الرايسين إلى حرب سياسية ضد الحكومة. واعتبر الكثيرون أن فشل سياسات بلير بشأن اللجوء السياسي قاد الإرهابيين إلى التآمر لنشر سم الرايسين في شوارع بريطانيا. وفي خضم هذه الظروف تأتي كارثة إفلاس شركة "إم جي روفر" البريطانية للسيارات وتسريحها نحو 6 آلاف عامل لكي ينضموا إلى سجل البطالة البريطاني ما يهدد نجاح حزب بلير في الانتخابات.

فقد انهارت الشركة بعد انسحاب شركة "شنغهاي أوتوموتيف" الصينية من مباحثات إنقاذها. واعترف بلير بأن انهيار الشركة "يعد خسارة مروعة" إذ يحمل الكثيرون الحكومة المسئولية حينما أصرت على تسليم الشركة لمستثمرين أربعة لم يستطيعوا تسييرها. وطالبت المعارضة بإجراء تحقيق في القضية. كل هذه الإخفاقات دفعت مرشحي حزب العمال يتجنبون وضع صور بلير على منشوراتهم الدعائية لتفادي غضب الناخبين وخسارة الأصوات.

لكن على رغم ذلك فإنه في وجود اقتصاد بريطاني قوي ومعارضة ضعيفة يبدو بلير يسير في الاتجاه الذي يجعله المرشح المفضل. وإذا لم يحدث شيء يمثل خطأ أفدح من الحرب في الفترة المقبلة فإن الرجل سيعود إلى مقر الحكومة البريطانية في "داونينج ستريت" بعد الخامس من الشهر المقبل