"ابعد عن الهم وغني له". .. لعل "البلديين" يفكرون ليل نهار في هذا المثل، ولعلهم يفكرون أكثر وأكثر في تجربتهم البلدية، ولعمري أنهم يراقبون نجوم السماء ويحسبون ذرات الأرض في بعض لياليهم!
فما ان يدخل أحدهم إلى حارة من حارات دائرته، أو مركزا أو جمعية وحتى برادة حتى يتهافت عليه الناس؛ هذا يستفسر عن معاملته، وذلك يسأل عن الحفرة في الشارع الفلاني، ويبقى للعضو أن يلوح بابتسامة ملؤها إجابات غير مقنعة، لأنه وباختصار لا يملك إجابات عن أسئلتهم، ويعدهم بالحل السريع ووعود لا قبل لها.
ولعل هذه المواقف التي تحدث مرارا وتكرارا، إن لم نقل أنها أصبحت جزءا من الروتين اليومي لعدد ليس بقليل من أعضاء المجالس البلدية... ولعل بعض الأعضاء يفكرون جديا في العزلة عن الأماكن العامة خشية مواجهة الناس، أو لنقل خشية من سوء فهم الناس لعمل المجلس، وقارن البعض منهم حالهم بحال أعضاء قبة البرلمان - المدللين كما سموهم - فما ان يرى البرلماني حتى يتهالك الناس عليه، هذا يلثم خده، وذاك يتعطر بثوبه، وآخر يصارع ليمسك بيده ويتشرف بمصافحته.
وعبر بعضهم عن ذلك بقوله "أنا شخصيا أنوي - بجدية - أن ألبس عباءة أو أتلثم لأبتعد عن أسئلة الناس التي لا تنتهي، فصدق أو لا تصدق أن أحد الناس سلمني طلب توصيل كهرباء لمنزله في المسجد!"
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 956 - الإثنين 18 أبريل 2005م الموافق 09 ربيع الاول 1426هـ