العدد 955 - الأحد 17 أبريل 2005م الموافق 08 ربيع الاول 1426هـ

"إسرائيل" صنعت دولتها بحيلة أبودلامة

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

لمآسي الواقع مذاق خاص إذا قرئت بمنظور الطرفة، إذ استمعت يوما لإعلامي عربي يتحلى بالدعابة السوداء على أحد القنوات الفضائية، يحكي لجيل مستهتر خالطت العولمة أفكاره المعاصرة بأفكار قصور أمراء ومماليك العصر العباسي قصة قيام "إسرائيل"، فكانت القصة كالآتي: في عنق زجاجة الحرب العالمية الأولى، عرض الصهاينة على بريطانيا جر الويلات المتحدة إلى الحرب لتحقيق النصر، مقابل وعد بإقامة دولة عبرية. فكان وعد بلفور في العام .1917

وفي العام 1920 قال الصهاينة للمملكة المتحدة: إن الدولة التي وعدتمونا بها لن يكون لها اكتفاء ذاتي من الماء، إلا إذا حصلنا على مياه نهري الحصباني والليطاني في لبنان. ثم قالوا: هل يمكن أن تقوم دولة بلا شعب؟ نحتاج إلى تأمين هجرة اليهود.

ثم: لقد اكتشفنا أن كثيرا من الفلسطينيين يرفضون بيع منازلهم وأراضيهم. يجب طردهم أو قتلهم. نحتاج إلى فرق وميليشيات وسلاح كنواة لقوة ضاربة.

وعندما قامت الدولة طالبت بالتفوق العسكري على العرب جميعا. نحتاج إذا إلى السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل. ثم: لكي نعيش في سلام لابد من إنزال هزيمة كبرى بالعرب. وتحييد مصر لتشتيت الشمل. وفتح باب المفاوضات والمراوغات إلى ما لا نهاية. في جو من العزف على السلام الوهمي.

ثم: تحقيق "إسرائيل" الكبرى يوجب بقاء الحدود غير محدودة، ولكي يتحقق ذلك لابد من خلخلة المنطقة بأسرها وخلط كل الأوراق. والخلخلة لا تتسنى إلا بتحويل أميركا وبريطانيا إلى أداتين في خدمة "إسرائيل".

أمن "إسرائيل" يستوجب عدم امتلاك الدول العربية الإسلامية أسلحة الدمار الشامل. فلابد من حيلة كبرى لها دوي عالمي.

وما القيمة من السلام إذا لم يستسلم العرب جميعا عن طريق التطبيع؟ يجب أن يكونوا "كل طير معلق من عرقوبه".

التخلص من القرارات الدولية يتحقق بتحويل فلسطين ودولتها الهلامية إلى رقعة شطرنج، وذلك بزرع المستوطنات في كل شبر. هذا الوضع يؤدي إلى سهولة المقاومة، وبالتالي يجب إيجاد سلطة فلسطينية، لمكافحة المقاومة، حتى لا تسوء سمعة "إسرائيل" أمام العالم.

وأخيرا، جعل قيام الدولة الفلسطينية غير ممكن مادام هناك حصى وحجر ومقاليع. هكذا يظل مشروع مكافحة "الإرهاب" معزوفة لا نهائية.

واسترسل ذو الدعابة السوداء يقول، ذكرتني هذه التداعيات أو المتتالية كما يقول المصطلح الموسيقي يا ولدي، بحكاية أبي دلامة الذي مدح الخليفة بقصيدة، فقال له الملك: اسأل لأعطيك.

- كلب صيد يا مولاي.

تسألني كلب صيد؟ أطلب شيئا ينفعك.

- أريد كلب صيد.

لك ذلك.

- الآن لدي كلب صيد، ولكنني لا أستطيع الصيد راجلا.

أعطوه جوادا.

- الجواد يحتاج يا مولاي إلى شخص يعتني به.

أعطوه غلاما.

- هب يا مولاي أنني صدت ظبيا، ألا يحتاج إلى من يهيئ لي منه طعاما.

أعطيناك جارية.

- لدي الآن غلام وجارية وجواد وكلب. فأين أذهب بهم؟

نهبك بيتا.

- حسنا يا مولاي ولكن من أين آتي برزق هؤلاء؟

أعطوه بستانا فيه نخل وأشجار مثمرة

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 955 - الأحد 17 أبريل 2005م الموافق 08 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً