العدد 955 - الأحد 17 أبريل 2005م الموافق 08 ربيع الاول 1426هـ

النهاية الحزينة بعد تعب الليالي

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

بعد آخر الأخبار التي تصدرت صفحات الصحف عن آخر التطورات التي طرأت على ملف الأوقاف. اتصل بي عدد كبير من المجتمع متسائلا عن ملف الأوقاف الجعفرية، وماذا جرى وإلى أين وصل الملف؟ لا أخفيكم ان الأسئلة كانت محرجة بالنسبة إلي. وقبل أن أوضح الأمور لابد من مقدمة. ملف الأوقاف هو من أشد الملفات التي أخذت من وقتي وجهدي وتعبي وأعصابي... مكثت فيه ليالي وليالي بل وأشهرا أحصد المعلومات وارتب الاسماء.

شكلت لجنة... مكث معي بعض الاخوان ساعات في تنسيق المعلومات وكتابة التقرير، ثم عكفت على تبيان الملف على الملأ في الصحافة وعبر منابر المآتم التي كنت القي فيها خطاباتي فكتبت 70 مقالا في ذلك، واوصلت الى السلطة عبر احدى القنوات خطورة التجاوزات الموجودة. وفي يوم القائي محاضرة عن الأوقاف في جمعية العمل الديمقراطي، جاءني أحد الاصدقاء يوصل لي رسالة مفادها ان هناك من المتضررين من طرح ملف الأوقاف يحذرك من طرح اسماء المتلاعبين، ففهمت الرسالة الغاضبة ولم اكترث بها لإيماني بعدالة قضية الأوقاف، ولم أذكر الاسماء ليس خوفا من أحد وانما التوقيت مهم بالنسبة لي وعند تكامل اركان كل القضية.

بدوري قمت بفرض الملف على العلماء لانجاحه وكنت في انتظار الموقف المطلوب طيلة هذه الفترة، فلم تتلق اللجنة اي اتصال لا بالسلب ولا بالايجاب، بعدها وبعد كل التعب تفاجأت اللجنة بالاقتراحات التي طرحت للسلطة في ملف الاوقاف ولم نسأل في شيء بتاتا... تمت اجتماعات ولقاءات وتمت كتابة تصورات وأخذ ورد في الموضوع، وكتبت لوائح واستعين بأناس ليس لهم أدنى معلومة عن الوقف وتفاصيله كل ذلك واللجنة وكأنها غير موجودة. المشكلة ليست هنا فقط... القضية ان التصورات ناقصة، القضية ليست ان يحل الملف وانما المسألة الكبرى هي هل ستتم محاسبة المتجاوزين في الاوقاف في اي ادارة مرت على الاوقاف، أم سيغض الطرف عنهم؟ لماذا لا تتم مطالبة أي مسئول تسبب في هدر اموال الوقف؟ وماذا عن الاراضي التي خسرت وضاعت وبعضها أخذت؟ ماذا عن المقابر؟ ماذا عن العوائل المستفيدة خلافا للقانون هل نغض الطرف عنها؟ ولماذا لم يؤخذ اي تصور للجنة وهي تمتلك كل المعلومات التي تخدم الملف؟ سمعت تبريرات كانت واهية وغير مقنعة. البعض يسألني هل هذا تهميش؟ اقول: لا أعلم لكن الذي استطيع ان اقوله كشخص تابع الملف منذ ولادته انني صدمت كما صدم غيري للاداء الذي تم وللاسلوب بعد كل هذا التعب وكل هذا الجهد، ولا اعلم ما الجرم الذي اقترفناه عندما رحنا بكل اصرار على رغم الالغام والمخاطر ولماذا تم تجاهل هؤلاء الشباب والكوادر الذين بقوا يدافعون عن الملف سنة ونصف السنة؟ والامر الذي احرج اللجنة هي الاتصالات المتتالية فالناس على عفويتها وسجيتها راحت تسأل عن آخر التطورات ولا يعلمون أن اللجنة هي ذاتها راحت تتلقى الأخبار من الصحف، والامر المحزن هو الخوف من الافطار بعد كل هذا التعب على بصلة.

لا نريد ان نفطر على بصلة الاوقاف ويجب ان نصر على محاسبة أي متجاوز ولابد من فتح ملف بيع الاراضي وتأجير العقارات والاراضي وعن المقابر التي صودرت وعن الحظائر التي صودرت وعما كتبه تقرير ديوان الرقابة من تجاوزات... هذه المسائل ينبغي عدم السكوت عنها. اقول هنا كلمة للمآتم ولكل من اوصل لنا ملفه عن الاوقاف ومن يتصلون بنا للاستفسار نقول لهم اللجنة قامت بما عليها وبح صوتها وهي تتكلم في الملف وفي نهاية المطاف كانت النهاية مأسوية لا نعلم إلى أين سيوصل الملف وما هي المفاوضات فنحن برأنا ذمتنا من الملف ولا نريد لا جزاء ولا شكورا. احب ان اسأل سؤالا واحدا: هل بعد ذلك يستطيع أحد ان يعاتبنا لاننا لم ننسق مع أحد أو نأخذ رأي هذه الجهة أو تلك في أية قضية كبرى. اتمنى ان يأتي صباح ولا ترون هذا القلم ليريح ويستريح

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 955 - الأحد 17 أبريل 2005م الموافق 08 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً