العدد 955 - الأحد 17 أبريل 2005م الموافق 08 ربيع الاول 1426هـ

ثقافة الاعتذار والتجنيس...

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

جاء اعتذار محافظ المحرق الأخ سلمان عيسى بن هندي لأهالي المحرق المعوزين والفقراء، بمثابة سابقة في العمل الحكومي ورائعة إلى الأمام في الاتجاه الصحيح من أجل ترسيخ ثقافة الاعتذار في المجتمع "دولة ومواطنين"، وهذه الخطوة غريبة على أهل البحرين، وهي أن يعتذر مسئول لمواطن، إذ درج المسئولون على عدم الاعتذار للمواطنين، لأنهم لا يخطئون وبالتالي لا داعي للاعتذار! ثقافة الاعتذار معدومة في المجتمع، الاعتذار عن الخطأ أو التقصير أو الزلل، هي ثقافة يجب أن تسود في المجتمع، ومازال اليابانيون يطالبون الأميركان بالاعتذار عن دمار نجازاكي وهيروشيما، وأنا هنا أشبه ما حدث في فريجي بن هندي والعمامرة بالدمار الذي جرى في اليابان إبان الحرب العالمية الثانية.

في فريجي "بن هندي" و"العمامرة" حل الدمار في العمران، الأبنية القديمة المتهالكة، الأزقة الضيقة، السيارات المتزاحمة، والأطفال لا مكان لهم يقضون فيه أوقات فراغهم، ومازال الأهالي يأملون بالأيام الجميلة ليرفلوا بنعيمها، وعلى المجلس البلدي أن يمارس مهامه التي انتخبه الناس من أجلها، واختصاصه المنصوص عليه قانونا في المشاركة في التخطيط العمراني للمناطق.

أما الدمار في البنيان الاجتماعي، من تفكك العائلات ونزوحها للمدن الجديدة، بقصد أو من دون قصد، وانزعاج من بقى من الأهالي في تلك المناطق من الأجانب الذين غزوا "الفريج" غزو الجراد للمزارع والنباتات، وكثرة "الخانات" التي يسكن بها الكثير من الأشخاص ويتم تأجير غرفها على الأجانب، وزيادة أوكار الجريمة والفساد في تلك الغرف و"الخرائب" بشكل مخيف.

على جميع المسئولين أن يحذوا حذو الأخ المحافظ بوعيسى، وحقيق بهم الاقتداء به في ذلك، وأيضا يجب عليهم أن ينتبهوا إلى أصحاب الوجوه السميكة الذين يحاولون أن يضعوا عازلا خلف عازل، ولا ينقلوا "أو يتناقلوا" إلا الكلمة السيئة وتحريف العبارات عن مسارها العام، في إشارة تدل على النفاق والمجاملات وقبض "الكوميشنات" التي يتم تزيين الشوارع الرئيسية بها عند زيارات المسئولين، مع أن الطرق الخلفية تئن من وطأة الفقر والبيوت المتهالكة على رؤوس أصحابها. وهذه الطبقة اللفدة المتحلقة حول المسئولين تسيء إليهم أيما إساءة، وتعرض بمكانتهم ايما تعريض، وبالتالي لا فائدة ترجى من أصحاب الوجوه السميكة إلا "فتح" هواتفهم النقالة في المجالس الأهلية ليستمع البعض لأصوات خلق الله عن طريق التجسس.

وعلى المسئولين الارتباط بواقع الناس والشعور بمعاناتهم، وعليهم أن يبعدوا أهل النفاق والمجاملات، ويقربوا كرماء النفس وعفيفي اليد، ونظيفي الذمم، أما أصحاب الوجوه السميكة فإن أبناء البحرين أكثر قدرة على تمييزهم وفضح أساليبهم الملتوية ورؤية الوجوه بلا أقنعة.

اعتذار المسئولين عن جميع الأخطاء، الاعتذار للشهداء وللمنفيين والمبعدين والمعتقلين السياسيين، الاعتذار لضحايا التعذيب وتعويضهم التعويض العادل، والاعتذار والتصالح مع الماضي ومع التاريخ البحريني، الاعتذار يجب أن يقدم لعبدالرحمن الباكر دينمو هيئة الاتحاد الوطني ولرجالات الهيئة الماضين.

ما جعل الاعتذار إلا للخطأ، وعلى ذلك نتمنى من النائب الشيخ المعاودة - كما كشف عن وجود تجاوزات في ملف التجنيس - أن يطالب المخطئ بالاعتذار لشعب البحرين، وبالتالي سحب الجنسيات وتعويضهم عن هذه التجاوزات من حساب الجهات التي تسببت في هذا الخطأ. فالتجنيس كما ذكرنا في مقال سابق هو حق شرعي والجنسية البحرينية ليست جواز سفر لدخول الجنة، بل هي وثيقة مواطنة وإخلاص وولاء لهذه الأرض الطيبة، ووثيقة محبة للإنسان البحريني أيا كان دينه أو مذهبه.

على النواب فتح ملف التجنيس بدرجة عالية من التجرد والسمو الوطني، فتجاوزات التجنيس هي خطر قومي وله تبعات اجتماعية وسياسية واقتصادية، و"ما قام على باطل فهو باطل"

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 955 - الأحد 17 أبريل 2005م الموافق 08 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً