احتفل أهالي المعتقلين الفلسطينيين الأوفياء أمس بـ "يوم الأسير"، ذكرى الـ 8000 بطل الذين لا يخلو بيت فلسطيني من امتلاكه وسام أن أحد أبنائه أو بناته معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وفي بعض الأحيان هناك عائلات بكاملها معتقلة. وهناك خدعة يمارسها الاحتلال بأن يفرج عن المعتقلين الذين على وشك أن تنتهي محكومياتهم بينما يبقي على المعتقلين أصحاب المحكوميات الكبيرة كالإعدام والمؤبد وفي ظروف غير إنسانية وغير صحية. وأفرجت "إسرائيل" عن 500 فلسطيني بعد قمة شرم الشيخ التي جمعت في فبراير/ شباط بين رئيس الحكومة الإسرائيلي ارييل شارون ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. كما قررت الإفراج عن 400 فلسطيني آخرين إلا أنهم مازالوا في الاعتقال بسبب عدم تحرك عملية السلام.

ألقى أهالي المعتقلين الفلسطينيين أمس اللوم على الحكومة الفلسطينية لعدم توصلها إلى الإفراج عن المعتقلين، وهي المسألة التي اعتبروها أساسية للوصول إلى السلام. وخرج رئيس الوزراء أحمد قريع الذي لم يتمكن من تهدئتهم من مكتبه ليؤكد للمتظاهرين أن الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين الثمانية آلاف يشكل "أحد أهم أولوياته". وقال قريع: "لا يوجد سوى ملفين في برنامجنا، الأول هو تحرير بلدنا والثاني تحرير أسرانا". لكن كلامه أثار صيحات استهجان وقالت إحدى النساء المشاركات في التظاهرة: "لا نريد خطابات، شبعنا من هذا، نريد افعالا".

قريع وحكومته تحت كل هذا الضغط لا يستطيعون إلا أن يتقدموا خطوة إلا إذا قرر المحتل أن يخطوا معهم هذه الخطوة، وأجندته يضعها وفقا لمرئياته ومصالحه بعيدا عن السلطة الفلسطينية. فالسؤال المطروح والذي طالبت به اللجنة الممثلة لأهالي المعتقلين وهو أن يحدد تاريخا معينا من الجانب الإسرائيلي لإطلاق سراح المعتقلين وإذا لم يتم ذلك تعلن السلطة الفلسطينية رسميا أنه لن يكون هناك سلام مع "إسرائيل"، هل يمكن أن تفعل السلطة ذلك؟ لا أعتقد ذلك ولكن كل ما تستطيع فعله الاستمرار في الضغط