العدد 954 - السبت 16 أبريل 2005م الموافق 07 ربيع الاول 1426هـ

تخريف الأغبياء

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

بعض دعاة الثقافة من كتاب وصحافيين يريدون مجتمعا لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم. .. هؤلاء بقوا سنين يسهرون على صناعة "الثقافة" للرأي العام، بعضهم احدودب ظهره لطيلة السنين التي كتب فيها وهو يستفز الناس، لا بأس ان يقدم الانسان نقدا للمواطن البحريني ولكن ان يرميه بالغباء والتفريخ و... فهذا اسلوب استفزازي، لم يكن المراحل الاخيرة من الهذيان لانه هناك ايضا نقطة مهمة ينبغي الاهتمام بها وهي التخريف... الانسان الذي بقي سنين طويلة وهو لصيق بالحروف العربية وماكنات الصحافة يجب أن يحترم تاريخه الصحافي فلا يقل ادبه على الناس خصوصا اذا كانت العبارات تخرج منها رائحة الشوفينية وتقدم الإساءة فمن يبحث عن حلول بواقعية وصدق ويريد اصلاحا للناس يعمل على الاسلوب الحسن والكلمة البناءة ومن كان بيته من زجاج لا يلقي على الناس الطوب والحجارة... لان الهذيان الصحافي والتخريف الكتابي واصطناع الغضب كلها امراض قد تصيب اي عجوز في مقتل. للأسف بعض هؤلاء كان الكثير منا عندما يمر عليهم يرفع قبعته احتراما لهم وتقديرا وما كنت اعتقد ان هؤلاء يختزنون في داخلهم نظرات دونية واستعلائية على الناس تستبطن رؤى مؤدلجة... خصوصا المثقف يجب ان يكون فوق التأدلج الضيق... وان يلوك الكلمة في فمه عشر مرات قبل ان يتلفظ بها واذا اخطأ مرة يغفر له واذا اخطأ ثانية وثالثة... يغفر له تاريخه، عطاؤه... اما أن يتحول سب الناس واحتقارهم ووضعهم جميعا في سلة واحدة بأخيارهم، بكوادرهم بمثقفيهم فذلك ما لا يمكن غفرانه. اقول: هؤلاء الذين تمزقت احذية كلماتهم وهي تشبع وجوه الناس كل صباح لطما وضربا من دون ان يكون هناك ادنى احترام لشخصياتهم ومثقفيهم وتاريخهم فهؤلاء لا يستحقون اي احترام. من يحب تغيير الظواهر المجتمعية يجب أن يعتمد الاسلوب العقلي حتى تصل الكلمة إلى القلوب. هذا الكاتب اصبح يبيض على صفحات الصحف كل صباح مقالا لا يخلو من اعراض مرض الزهايمر.

وساعد الله الناس على روائح هذا البيض الفاسد.

المشكلة ان مثل هؤلاء يدعون الثقافة لكنهم لا يتورعون عن عدائية مجتمع بأكمله وحين تسألهم يقولون: نحن لا نقصد الجميع وكم يضحكني هؤلاء عندما يرقصون على خشبة المسرح الوطني على حب الوحدة الوطنية نعم مثل هؤلاء الكتاب يرقصون وورقة التوت ذاتها مثقوبة ومليئة بالشقوق لفرط ما راحوا يرددون اقوالا استفزازية تستفز حتى العقلاء من المواطنين. ان هذه المخالب هي التي تعمل على جرح التنمية وهي تعمل على تمزيق كل راية وحدوية عقلائية وطنية تعتمد اسلوب الاعتدال.

انها مشكلة الامراض بعضهم يعاني عقدة السيكوباتية وهو مرض نفسي يستظهر الحنان وفي داخل القلب يستبطن عدائية الوطن. هؤلاء لا يحبون الوطن... من يحب الوطن يرفض الفساد ايا تكن اشكاله... اقلامهم حريرية تجاه اي وزير لكنها قاسية على الناس... لو كان مثل هذا العجوز يحترم الوطن لما امعن في شتم الناس وسبهم وكأنه يقول "أما آن لهؤلاء..." تماما على طريقة "أما آن لهذا البكاء ان ينتهي". هذه خطابات عدمية. هذه العنترية تحطمت وذابت وتلاشت امام ملف التأمينات والتقاعد والفساد والمحسوبيات... لم نسمع لها موقفا كانت تثرثر في المجالس... انا مؤمن انه لا يفل الكتابة الا الكتابة ولا يفل الشريط الا الشريط ولا يفل المقال الا المقال... المثقفون المتوازنون يجب ان يكون لهم حضور في الصحافة للجم امثال هؤلاء الذين يتقيأون على الناس يوميا على صفحات الصحف. المشكلة ان الصحافة هي المهنة الوحيدة التي لا ترى فيها متقاعدين 50 عاما كافية لأي عجوز متطاول اصبح يلقي على الناس دلو خرافاته ومن افلس كتابيا ينبغي ان يجلس في منزله لحفظ تاريخه واشفاقا على أيامه الملاح. فالتقاعد أفضل من ان يقال افلس على طول كبر

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 954 - السبت 16 أبريل 2005م الموافق 07 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً