العدد 953 - الجمعة 15 أبريل 2005م الموافق 06 ربيع الاول 1426هـ

الصراع عند الخيل

عندما يكتشف الفرس جسما غريبا أو جديدا في بيئته سرعان ما يرفع رأسه ثم ترتد عنه اذا كان صلدا أو غير قابل للحركة، واذا ما استمر الفرس بالتأثر بهذا الجسم كمحفز فإنه يستجيب بشكل واضح وبسلوك يميل إلى العنف وتستجيب معه بقية الخيل في المجموعة. يستجيب الفرس للتنبيه بحواسه كافة فيمد الرأس والعنق إلى الأمام ويفتح عينيه وينتصب الذيل "الشليل" قليلا بينما تقف الأطراف على أهبة الاستعداد للحركة في أية لحظة. اذا كان مصدر الخطر ثابتا فإن الفرس الذكر هو الذي يتقدم نحوه من بقية افراد المجموعة. ومع ازدياد التحفز تزفر الخيل بقوة من مناخرها وتضرب الأرض بحوافرها وتقفز أمام مصدر التحفز أو الخطر وقد لوحظ أن الذكر القائد هو الذي يقود المجموعة في هذه العملية واذا لم تهرب الخيل يواصل الذكر تحفزه بحثا عن مصادر أخرى للخطر نتيجة خوفه المستمر.

لوحظ أن نوعا من الخيل تتجنب الانسان على بعد 3 - 5 امتار وتقترب اذا بقي ثابتا في مكانه من دون حركة أما عندما تستفز من قبله بحركه فجائية فانها تهرب عنه ما يقارب مسافة مئة متر.

حالما يبتعد الذكر القائد عن مصدر الخطر تتبعه بقية المجموعة وتتناسب مسافة الهرب طرديا مع حجم الخطر وغالبا ما يقوم القائد بهذه العملية بحركة إلى الأمام أوالى الخلف، بينما تلجأ الأمهار إلى أمهاتها طلبا للحماية.

وكلما اقترب الخطر تبتعد عنه الخيل بمسافة هي أكبر مما هو الحال مع قائد المجموعة.

يسحب الرأس إلى الخلف بقوة كتعبير عن الخوف أو كردة فعل للتهديدات أو الأخطار وفي بعض ا لأحيان يعبر عن ذلك بنظرات وصهيل خصوصا عندما يشتد الألم على الخيل أو عند ملامستها الألم مباشرة وقد تظهر الأمهار هذا السلوك نفسه.

بعض الأحيان تدلي الخيل آذانها وتعض الجسم الغريب وغالبا ما يفتح الفم وبذلك تظهر بعض الأسنان ثم يغلق الفم بطبق الشفاه قرب منطقة الخطر وفي بعض الحالات التي يشتد فيها هذا الخطر يعض الفرس بشراسة ويستدل على نية العض من نظراته ووضع الأذنين الى الخلف. لوحظ أن خوف الخيل وردة فعله بالعض عندما يشعر بالخطر يتراوح بنسبة 74,7 في المئة وغالبيتها حالات عض كامل ومطبق. عندما يتبع عضو المجموعة مجموعته فغالبا ما يتم ذلك بحركة يرافقها خفض الرأس والعنق وبالتالي فالعض يزول بمجرد زوال الخطر. يستدل على نية الرفس لدى الخيل بحركة الأطراف وتهيؤ الجسم للرفس بقوة نحو الخصم. وفي الحالات الطفيفة تستمر حركات الأطراف الخلفية وأحيانا الرفس أما في الحالات الأشد خطر فيكون الرفس بقوة وعنف وهياج لأنه المعول عليه هنا كاستجابة ضد مصادر الازعاج المستمر وخصوصا تلك التي خلف الفرس.

تستخدم الأطراف الأمامية والعض كأستجابه لما حول الفرس ويتم ذلك بمواجهة الخطر وجها لوجه إذ يرفع أحد أو كلا الطرفين الأماميين إلى أعلى مع العنق والرأس جانبا فالفرس يضرب خصمه بشدة يتبع ذلك بخطوة الى الخلف وبسرعة وعندما يكون أعضاء المجموعة الواحدة سوية تتدافع وتتزاحم فيما بينها وذلك لدرء الخطر ومواجهة الخصم وتستمر الحركات الجانبية للرأس والعنق بالاضافة إلى حركة الأكتاف.

تتوقف الحركات العنقية والصراع بين الخيل في المجموعة الواحدة غالبا بعد فترة وجيزة اذ يحدث عنف وقتال بالرفس أو الركل مدة دقيقتين الى ثلاث دقائق لاقرار الغلبة والسيطرة على المجموعة. تتحدى الأفراس بعضها بعضا أو تحرض الخيل بالاعتداء على جيرانها من مجاميع الخيل. وقد لوحظ ان القتال يجري بين الخيل حرة الرعي التي ليست من مجموعة واحدة كدلالة على مرونة الحركة ولا يكون في هذا القتال غالب أو مغلوب لأنه مجرد تحد عادي يحدث غالبا.

* جراح بيطري وخبير في الخيل وأنسابها

العدد 953 - الجمعة 15 أبريل 2005م الموافق 06 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً