كمواطن أمنيتي ان أرى البحرين ذات يوم كعبة للحرية وذلك لا يكون بترسيخ قوانين مخملية الظاهر والملمس تخفي تحت جلدها أنيابا وعفاريت. .. لا نريد قوانين تخوف الأطفال وتنهي أحلامهم... نريد ان نفتح مزيدا من المدارس لنزرع انسانا بحرينيا جديدا لا يضاف إلى مرضى السكري في مركز جولسين التي أرعبت الجميع احصاءاته... نريد بحرينيا ليتحول من شاب يكتب شعارات سياسية على الجدران الى بحريني يلون الجداريات برسوم عشق للبحرين... نريد بحرينيا من شاب عاكف في عمل محبط الى بحريني يشتغل في صناعة الابداع... وذاك يكون عندما تزرع الوظائف... عندما نستقبل الاستثمارات، بتسهيلات من دون مزاحمة أو تنغيص... وعلى ذكر التسهيلات، التاجر عندما يأتي يريد ضمانا بتوفير كل البنى التحتية للمشروع من كهرباء وخدمات... لا يريد كهرباء تنقطع حتى لو خصخصت محطة الحد، فهل ستنتهي الأزمة؟ قد نعتقد اننا بعد خصخصتها ننفض يدنا منها كما ينفض اي أحد يده من سكراب عتيق لكنها ستلاحق تاريخ الكهرباء. مسكينة هذه المحطة العجوز فقد ولدت وهي تعاني اللوكيميا. كل يوم نلمع أهدابها ونضع المساحيق على وجهها ولا فائدة... وتلك هي مشكلتنا وضع الجوراب الحريري على القدم المكسورة ظنا ان ذلك يحل الأزمة. الكهرباء وما أدراك ما الكهرباء يوم تضع كل ذات محطة ما في بطنها فتنقطع وترى الناس سكارى ومازال مسئولونا الشطار يصرحون لا ضمان بعدم الانقطاع في الصيف! القضية ليست فقط المواطن فقد يتحمل، ولكن الرسالة الكبرى التي ستصل الى من قلبهم على الاقتصاد الوطني والى المستثمرين! اذا علينا ان نفكر في كل شيء وكل قانون لمكافحة الارهاب أو غيره.
عودا على بدء أقول: لا نريد قانونا يقلم اظافر المثقفين ويقطع اصابع الكتاب حتى وان حاول بعض النواب ان يرشوا عليه ماء الورد حتى لو دقت له الطبول وعزفت له الاناشيد وراحت أعمدة البخور والتبخير تعطره وهذه مشكلة صحافتنا حتى القوانين التي تحد من الحرية يصفقون لها. انهم يريدون برلمانا بلا استجواب، يريدون اسكانا بلا وحدات سكنية، يريدون مجلسا بلديا بلا طموح وسيبقى البعض يناقش البيضة أولا أم الدجاجة؟
ان ثقافة "البلدوزرات" لا تنتج الا الشللية... لا تصنع تنمية ولا تحديثا ولا تطورا، العالم اليوم عالم المؤسسات... عالم المشروعات الاقتصادية الكبرى التي تخلق فرصا للعمل... عالم احصاءات المعرفة... عالم الابداع في العلوم الانثروبولوجية "الانسانية"" عالم علم الهندسة الوراثية، عالم التقنيات والتكنولوجيا وصناعة الذرة وغزو الفضاء.
أحد البحرينيين ذهب إلى مجلس العموم البريطاني... ورجع بنظرة سيئة، قائلا: "برلماننا أفضل... هناك لا يحترمون وزراءهم ونحن برلماننا يقوم على الاحترام"... اذا كانت هذه هي مستوى عبقرية بعض البحرينيين تفتقت بهذه الملاحظات إذ لم ير في مجلس العموم البريطاني الا هذه الملاحظة... هؤلاء لم يطوروا التجربة... هؤلاء هم عقبات الاصلاح والمشروع الاصلاحي في البلاد... هؤلاء لا يفرحهم أبدا الاعتراف بوجود فقراء وعاطلين يستحقون الدعم وان هناك قرى صومالية أهملتها الحكومة 30 عاما... اذهب الى الدراز مثلا... أتربة وشوارع محطة وبيوت خربة في مواقع كثيرة... الآن في ظل هذه السنوات الثلاث بدأنا نشهد تغييرا بسيطا والكل يباركه. السؤال: اين هي وزارة الاشغال طيلة هذه السنين؟ أين وزارة الاسكان طيلة هذه السنين؟ أين بلدياتنا العملاقة؟ على رغم كل الملاحظات التي نحملها اليوم فإننا نقول الوضع نسبيا افضل من السابق ويوم أمس ذكرت الصحافة ان جلالة الملك أمر بزيادة المبالغ المخصصة لمساعدة الأسر المحتاجة وذوي الاحتياجات الخاصة من 9,5 ملايين دينار الى 20 مليون دينار. هذه نقطة مهمة.
اليوم البحرين بحاجة الى انشاء لجنة مدعومة من مؤسسة لدراسة الفقر والبطالة بصورة علمية فهما ما يؤرقان الوضع وعدم الاعتماد على المسئولين الذين يحاولون دائما ان يصوروا ان لا فقراء... ان لا عاطلين... ان كل شيء بخير لأن هؤلاء همهم ان يلونوا مكياج مؤسساتهم أو بعض وزاراتهم ولكي لا يتهموا بالتقصير. ان ذهاب سمو ولي العهد والاشراف بنفسه على المقشع والدراز و.... تعرف على صور مرعبة للفقر وقد بث ذلك في التلفزيون في حينها فسارع بقرار بناء القرية النموذجية في الوقت الذي ذهب فيه أحد الكتاب المهووسين قائلا: "لا يوجد فقراء في البحرين وتعجب من فقير يحمل موبايل".
يسألني بعض القراء برسائل أوصلوها عن الأوقاف الجعفرية أجيبهم باختصار: كل أملنا ان تصحح أوضاع الأوقاف وترقبوا مقالات جديدة واللجنة ستلتقي قريبا أهالي قرية بوري
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 953 - الجمعة 15 أبريل 2005م الموافق 06 ربيع الاول 1426هـ